وصل الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء إلى القاهرة على رأس وفد وزاري كبير، في زيارة رسمية تأتي في مرحلة دقيقة وفي ظل ظروف استثنائية تعصف بمنطقة الشرق الأوسط والدول العربية، بدءاً من الحرب في غزة وصولاً إلى جنوب لبنان وتوتر العلاقات الإيرانية الإسرائيلية.
وتلعب المملكة ومصر دورًا كبيرًا في توفير الحاضنة لكل القضايا العربية والإقليمية على مدار تاريخ طويل وعريق منذ الملك المؤسس الملك عبدالعزيز، وعلى مدار أكثر من سبعين عامًا.
ومن الملاحظ أن هناك حالة من التوافق الكبير والرؤية المشتركة بين ولي العهد الأمير محمد بن سلمان والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي فيما يتعلق بمعالجة القضايا والأزمات وفي شتى القضايا الشائكة التي تتعلق بتطورات أوضاع العالم العربي والشرق الأوسط، حيث أكدت قيادتا البلدين الشقيقين موقفهما الثابت حيال المطالبة بوقف فوري للعمليات العسكرية في غزة ولبنان، وحماية المدنيين، وإيصال المساعدات الإنسانية للمتضررين، وضرورة التوصل إلى حل سلمي ونهائي للقضية الفلسطينية، وفقاً لمبدأ حل الدولتين، وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة ومبادرة السلام العربية، ودعم الشعب الفلسطيني لنيل حقوقه المشروعة وتحقيق آماله وطموحاته.
وخلال السنوات القليلة الماضية أصبح لدى المملكة ريادة سياسية ودبلوماسية، فعلى مدار عام كامل كان هناك زيارات ولقاءات متعددة مع القيادات العربية والأجنبية، حيث كانت المملكة ولاتزال رمانة الميزان التي تسعى إلى تحقيق الأمن والاستقرار والتنمية والسلام في منطقة الشرق الأوسط.
فمنذ اندلاع الحرب في غزة، في أكتوبر 2023، اتخذت المملكة العربية السعودية موقفاً داعماً للشعب الفلسطيني، وشدد ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، في عدة تصريحات له منذ أكتوبر الماضي، على دعم المملكة الثابت لتحقيق سلام شامل يضمن الحقوق المشروعة للفلسطينيين، ويمنع تفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع.
وأكد ولي العهد، خلال القمة العربية الإسلامية الطارئة التي عقدت في الرياض 11 نوفمبر 2023، على أهمية حماية المدنيين ووقف التصعيد في القطاع، وأشار إلى أن انعقاد القمة يعكس التزام المملكة بدورها القيادي في السعي لتحقيق السلام الشامل والعادل في المنطقة، وضمان حقوق الشعب الفلسطيني.
وفي ذروة الأزمة في نوفمبر 2023 شدد الأمير محمد بن سلمان، خلال اتصالاته مع قادة العالم، من بينهم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وملك الأردن الملك عبدالله الثاني، على رفض السعودية للتهجير القسري للفلسطينيين من غزة، واعتبر أن هذا الأمر يشكل انتهاكاً واضحاً للمواثيق الدولية وحقوق الإنسان، وأكد ضرورة رفع الحصار عن القطاع وضمان عدم استخدامه كوسيلة للضغط على السكان المدنيين.
وطوال فترة الحرب قامت المملكة بقيادة اتصالات دبلوماسية مكثفة على المستويات الإقليمية والدولية، أكدت خلالها على ضرورة تحقيق التوافق العربي حول دعم غزة.