يؤكد الكاتب الصحفي عقل العقل أن خدمة "وصفتي" من أفضل البرامج المجانية التي تُقدمها دولتنا لرفاهية الإنسان، والتي استفاد منها 13 مليون مواطن منذ إطلاقها حتى عام 2023، وتصل تكلفة الأدوية فيها إلى المليارات، مبديًا فرحته الشديدة بنفي شائعة انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي عن إلغاء هذه الخدمة، داعيًا وزارة الصحة إلى شرح وتوعية المرضى بحقوقهم في هذه الخدمة، ومعالجة مشكلة قيام بعض الصيدليات بتغيير الدواء أحيانًا.
وفي مقاله "إلا خدمة وصفتي" بصحيفة "عكاظ"، يقول "العقل": "وسائل التواصل الاجتماعي ساحة خصبة وملائمة لنشر الشائعات والأخبار الكاذبة، ويتم تلقف هذه الأخبار المزيفة ونشرها في المجتمع مع تأخر الجهات المعنية في تكذيب مثل هذه الادعاءات غير الدقيقة، وخاصة إذا كان لها علاقة بقطاعات كبيرة في المجتمع، وتظل الخدمات الصحية على رأس هذه الخدمات مثل قضية خدمة "وصفتي"، التي تهم الملايين من المواطنين، وهي خدمة رقمية لصرف الدواء مجانًا وبطريقة مريحة للمستفيدين، حيث تصله رسالة محددة بصرف أدويته على جواله، وما عليه سوى الذهاب إلى أقرب صيدلية محددة سلفًا مع الوزارة للتعامل مع هذه الخدمة، خدمة جميلة ومريحة ولها دلالات واضحة على حرص الدولة ممثلة بوزارة الصحة وأذرعها على مجانية العلاج والدواء على كل المستويات من أمراض خطيرة ومزمنة وبسيطة. ولا زلنا نأمل في تطوير منظومة وزارة الصحة في كافة خدماتها وخاصة مسألة مشروع التأمين الصحي الشامل للمواطنين الذي نسمع عنه كثيرًا ونريد تطبيقه على أرض الواقع".
ويكشف "العقل" عن فرحته بنفي شائعة إلغاء الخدمة، ويقول: "من الشائعات المضرة التي انتشرت الأسبوع الماضي، أن الوزارة تقوم بدراسة لإلغاء خدمة وصفتي والعودة إلى صرف الأدوية من صيدليات المستشفيات بسبب بعض الإشكاليات في تطبيق هذه الخدمة، ويأتي في مقدمتها نقص بعض الأدوية المصروفة في هذه الخدمة عند بعض الصيدليات المحددة، ولقد سعدت وفرحت كثيرًا بنفي مصدر مطلع هذا الخبر، وأن هذه الخدمة مستمرة حيث توفر الجهد والوقت في الذهاب لصيدليات المستشفيات التي قد تكون بعيدة جدًا عن سكن المستفيدين، وهذا قد يحتاج من البعض إلى قطع مسافات طويلة للوصول إلى صيدلية في مستشفى حكومي وحتى في المدن الكبيرة التي تعيش حالات من الاختناق المروري وصعوبة مواقف السيارات في الشوارع الرئيسية، وما ينتج من هذه الحالات من أمراض جسدية ونفسية وخاصة لمن هم في أوضاع صحية صعبة، لكن الذهاب لأي صيدلية قريبة منك ومسجلة في الخدمة وتصرفها بأسرع وقت وفي أية ساعة في اليوم، مثل هذه الأمور لها انعكاسات إيجابية على جودة الحياة، وهي من أهداف رؤية المملكة التي جعلت الإنسان هو هدفها الأسمى".
ويتوجه "العقل" لوزارة الصحة، قائلًا: "أتمنى من وزارة الصحة والشركة التي تدير هذه الخدمة أن تعالج أوجه القصور في الخدمة وتطويرها وشرح حقوق المريض في هذه الخدمة، بعض الأحيان الصيدليات تقوم بتغيير الدواء، وإذا تساءلت عن اختلاف اسم هذا الدواء عن سابقه تأتي الإجابة بأن الموضوع فقط اختلاف اسم تجاري، وقد يكون هذا صحيحًا، ولكنني أتمنى أن يكون فيه شرح وافٍ من الطبيب لهذه الجزئية، فهو المسؤول الأول عن نوعية العلاج المفترض أن يصرف والخيارات المتاحة إذا لم يوجد الدواء المنصوص عليه في الوصفة".
وينهي "العقل" قائلًا: "هذه الخدمة تُعتبر من أفضل البرامج المجانية التي تقدمها دولتنا في رفاهية الإنسان، وخدمة "وصفتي" تصل تكلفة الأدوية فيها إلى المليارات، وهذا غير مستغرب من دولتنا وقيادتنا الرشيدة، حيث استفاد من هذه الخدمة 13 مليون مواطن منذ إطلاقها حتى 2023".