

ضمن فعاليات ملتقى الترجمة الدولي 2025 الذي تنظمه هيئة الأدب والنشر والترجمة تحت شعار "من السعودية نترجم المستقبل" ناقشت جلسة حوارية بعنوان "أكاديميًا الترجمة: من القاعات الجامعية إلى ميادين المهنة"، العلاقة بين التعليم الأكاديمي والممارسة المهنية في مجال الترجمة، وأبرزت أهمية تطوير المناهج الجامعية لتواكب احتياجات سوق العمل.
وركّز المتحدثون على ضرورة الانتقال من التعليم النظري إلى التدريب العملي، وإيجاد مسارات تطبيقية تمكّن طلاب الترجمة من اكتساب الخبرة الميدانية، ومهارات التعامل مع الأدوات التقنية الحديثة المستخدمة في صناعة الترجمة.
وأكّد المشاركون أن الترجمة لم تعد مجرد تخصص لغوي، وإنما مهنة تتطلب كفاءة تقنية وثقافية واسعة، مشيرين إلى أهمية بناء شراكات بين الجامعات والمؤسسات المهنية لتوفير فرص تدريب وتطوير حقيقية للطلبة، وذلك كون الاستثمار في تعليم الترجمة هو استثمار في بناء جيلٍ قادرٍ على الإسهام في نقل المعرفة وتعزيز التواصل الحضاري بين الثقافات.
وتطرقت الجلسة إلى ضرورة إعداد الطلاب بشكلٍ يتواءم مع متطلبات المستقبل، بحيث لا يكتفي التعليم بالتلقين، بل يسعى لتخريج كوادر قادرة على التفاعل مع التقنيات الحديثة وتوظيفها بفعالية في سوق العمل، مبينة أن المملكة تُعدّ رائدة في مجال الذكاء الصناعي، إذ حققت إنجازات بارزة في مختلف القطاعات الأكاديمية والبحثية والتقنية.
وناقشت الجلسة أهمية استحداث مبادرات تُسهم في رفع مستوى مهارات الطلاب، من خلال توفير بيئات تعليمية تدمج بين المعرفة النظرية والتطبيق العملي، مؤكدةً أن إعداد جيل من المترجمين المتخصصين في استخدام الذكاء الاصطناعي يتطلب تعاونًا وثيقًا بين المؤسسات التعليمية والقطاع الصناعي.
واستعرض خلال الجلسة تجربة جامعة الملك سعود في تعزيز مفاهيم العولمة بين المناهج الأكاديمية، من خلال توظيف الصوت المرئي والمشاريع التفاعلية في العملية التعليمية.
وأشارت إلى أن كثيرًا من الجامعات حول العالم باتت تتبنى أدوات الذكاء الاصطناعي في التدريب على الترجمة المتخصصة، مما يمنح الطلاب خبرة عملية واقعية ويُعزز قدراتهم اللغوية والتقنية مشددة على ضرورة توجيه الطلاب نحو بناء مهارات الترجمة في المجالات الدقيقة مثل التقنيات الطبية والهندسية، مؤكدة أن ذلك يواكب الاتجاه العالمي نحو التخصص الدقيق في مجالات الترجمة.
واختُتمت الجلسة بالتأكيد على أن تكامل التعليم الأكاديمي والممارسة المهنية يمثّل خطوة أساسية في إعداد مترجمين مؤهلين للمنافسة عالميًا، بما يتسق مع مستهدفات رؤية المملكة 2030 في دعم الاقتصاد المعرفي وتمكين الكفاءات الوطنية في صناعة اللغة والترجمة.