"تركستاني": زيارة "كيشيدا" للمملكة غدًا ستشهد اتفاقيات والرفع من مستوى التشاور السياسي بين البلدين

أشار إلى أن الزيارة ستضيف الكثير في تنويع مصادر المعرفة ونقل التقنية والتطوير الصناعي
الدكتور عبدالعزيز تركستاني
الدكتور عبدالعزيز تركستاني
تم النشر في

كشف السفير الدكتور عبدالعزيز تركستاني السفير السعودي سابقًا في اليابان مراحل العلاقات السعودية اليابانية إبان عمله لسبع سنوات قضاها ابتداءً من 2009م.

وقال تركستاني: بعد أن أديت القسم أمام خادم الحرمين الشريفين سفيرًا فوق العادة ومفوضًا لدى إمبراطورية اليابان واستلمت عملي سفيرًا لخادم الحرمين الشريفين في عام 2009 وبعد استلامي للعمل في السفارة تذكرت بكل خير لزملائي السفراء السابقين منذ تأسيس السفارة الذين كان لهم الفضل في رفع مستوى العلاقات السعودية اليابانية ابتداءً من عام 1955 وحتى اليوم.

وقال: كان علي أن أبدأ من حيث انتهى أصحاب السعادة السفراء قبلي وطبعًا هذه المهمة ليست سهلة ولكنها ليست مستحيلة، حيث بادرت فورًا في وضع خطة سميتها تطوير العلاقات في أربعة مجالات مهمة وهي السياسية والدبلوماسية ثم الصناعية والاستثمارية والتجارية، بالإضافة إلى المجالات التعليمية والثقافية والرياضية والفنية وغيرها.

وأضاف: عند الحديث أولاً عن العلاقات السياسية والدبلوماسية بين البلدين، حيث تمكنت السفارة بفضل الله تعالى من رفع مستوى التشاور السياسي إلى مستوى وكلاء وزارة الخارجية في البلدين وفعلاً تم عقد أكثر من اجتماع وكان يمثل الطرف السعودي الدكتور نزار مدني حفظه الله الذي شجعني دومًا لكي استمر في رفع هذه العلاقات السياسية والمشاورات في كثير من المجالات التي تتعلق بالشرق الأوسط ودول جنوب شرق آسيا والشرق الأقصى بما فيها اليابان وكوريا الجنوبية وغيرها من دول الشرق.

‏فعلى المستوى الدبلوماسي أيضًا تم الاتفاق على إقامة ورشة عمل سنوية تُقام بين المعهد الدبلوماسي السعودي والمعهد المناظر له من اليابان، حيث تم عقد أكثر من دورة حوار لمعرفة اهتمامات البلدين ووضع جدول لهذه الاهتمامات بحيث يتم تسليط الضوء عليها وتطويرها بما ينفع ودور المملكة العربية السعودية الاستراتيجي في الشرق الأوسط والوطن العربي والعالم الإسلامي.

‏وأشار السفير تركستاني إلى أنه يوجد تعاون كبير من الجانب الياباني لأنه فعلاً هم محبون للوطن الغالي المملكة العربية السعودية وهم يقدرون بكل اعتزاز الدور الذي تقوم به المملكة العربية السعودية ومعرفة أهميتها الدبلوماسية والسياسية ليس فقط في الشرق الأوسط ولكن على مستوى العالم بشكل عام.

وأشار إلى أن الدعم المتبادل في التصويت في الحصول على مقعد في الوكالات والمنظمات الدولية والأمم المتحدة كان له الأثر أيضًا في تعميق هذه العلاقة الاستراتيجية وقال لنا تجربة مميزة وفريدة في دعم اليابان للحصول على مقعد في الأمانة العامة لوكالة الطاقة الذرية التي قادها السيد أمانو.

‏وقال تركستاني: بمناسبة زيارة رئيس الوزراء الياباني غدًا للمملكة تبين لي بكل وضوح أهمية المملكة عند لقائي رئيس الوزراء السابق في الحزب الديمقراطي الحاكم السيد شيزو آبي الذي تم اغتياله أخيرًا على يدي رجل ياباني- والذي كان يكرر لي دومًا أن العلاقات السعودية اليابانية علاقات استراتيجية وأنه سعيد جدًا بأن يكون أول دولة يزورها بعد تولي منصبه كرئيس للوزراء هي المملكة العربية السعودية وفعلاً هذا الذي تم وقام بالزيارة التاريخية للمملكة العربية السعودية وصدر عنها إعلان جدة التاريخي الذي أوضح فيه رئيس الوزراء الياباني سياسة اليابان في الشرق الأوسط ودول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية.

ولفت إلى أن هذا البيان الختامي في مدينة جدة ترك الأثر الكبير لدى الشعبين وها هو التاريخ يعيد نفسه لكي يلتقي مرة أخرى رئيس الوزراء الياباني السيد كيشيدا بالقيادة السعودية غدًا على ضفاف عروس البحر الأحمر بجدة، وقال تركستاني على يقين أن هذه الزيارة ستكون ناجحة بكل المقاييس بإذن الله وتصب في مصلحة شعوب البلدين.

وأشاد بالأمبراطور الياباني الحالي والسابق فهما رمز اليابان مستذكرًا سؤالهما الدائم عن صحة خادم الحرمين الشريفين عندما كنت سفيرًا هناك وطلبا مني نقل تحياتهما الحارة له وكان الإمبراطور يتمنى دومًا أن يزور المملكة العربية السعودية، ليقوم الإمبراطور الحالي الذي كان وليًا للعهد وبالفعل قام بالزيارة التاريخية للمملكة وزوجته بمناسبة زواجهما.

وقال: يتناوب في هذه العلاقات الملكية والإمبراطورية بزيارات متبادلة بين أفراد العائلة المالكة الإمبراطورية وأصحاب الجلالة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين في الزيارات المتبادلة التي كانت تُقام بشكل دوري منتظم لتطوير هذه العلاقة المميزة والتي كان لها الأثر في توطيد العلاقات الملكية والإمبراطورية، بالإضافة إلى العلاقات السياسية، ولا غرو أن البناء كان قويًا منذ أن تأسست هذه العلاقة.

‏وقال: أتذكر أنهم كانوا يعطون لسفير خادم الحرمين الشريفين في اليابان الأولوية في كثير من المناسبات الحفلات واللقاءات والاجتماعات من دون أي تردد ذلك أنهم يعرفون حجم وقوة المملكة العربية السعودية وما كانت العلاقة المتبادلة بينهما.

وكانت سفارة خادم الحرمين الشريفين وما زالت في مقدمة المدعوين للاحتفالات الإمبراطورية والحكومية والبرلمانية وغيرها.

‏وبيّن "تركستاني" أن زيارة رئيس الوزراء الحالي كيشيدا للمملكة العربية السعودية غدًا تأتي تأكيدًا للدور الذي تلعبه المملكة العربية السعودية في دول الخليج والعالم العربي والإسلامي وعلى النطاق الدولي.

‏وفعلاً هو يبادر بزيارة المملكة العربية السعودية كأول دولة خليجية وعربية يزورها في المنطقة خلال هذه المرحلة الحساسة من التحديات الدولية الموجودة سواء كانت الحرب الروسية الأوكرانية أو العلاقات السعودية الإيرانية والأحداث الموجودة في السودان وغيرها.

‏وقال إنه سوف يتم التوقيع والرفع من مستوى التشاور السياسي المستوى من وكلاء وزارة الخارجية إلى وزراء الخارجية بين البلدين، وهو لا شك تتويج للزيارات الماضية لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان حفظهما الله والتي أبرزت هذا الدور خلال الزيارة التاريخية لليابان لأكثر من مرة ورغبته في رفع من مستوى العلاقة الدبلوماسية والسياسية إلى المستوى المأمول الذي يمكن أن يكون له تأثير كبير في الخريطة السياسية في العالم.

‏وقال إن هذا التشاور السياسي سيكون له دور كبير ومستقبلي في تطوير وتسريع عملية اتخاذ القرار المتبادل في تنويع المصالح المتبادلة بين البلدين.

وبيّن أن هذه الزيارة بلا شك سوف تضيف الكثير في تنويع مصادر المعرفة ونقل التقنية والتطوير الصناعي الذي تتميز به اليابان والكثير من المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والصناعية بين البلدين والدليل التطوري والقفزة النوعية التي شهدتها العلاقات السعودية اليابانية في ظل هذه الرؤية المباركة وشاهدة أيضًا بإذن الله توقيع اتفاقية تطوير موارد المعادن الأرضية النادرة التي يجري تعدينها الآن في أرض الوطن الغالية والتي تزخر بالكثير مما حباها الله سبحانه وتعالى.

وأردف: والمتتبع لمصادر الثروة المعدنية بالوطن الغالي يجد أن هناك الكثير من النحاس والحديد والزنك وغيرها من المعادن ما زالت في طور التنقيب ولعل التقنيات والخبرات اليابانية سوف تساعد على ذلك، معتبرًا أن هذه الخطوة إن تمت بإذن الله فإنها سوف تستقطب الكثير من الخبرات اليابانية العريقة في هذا المجال من خلال تتبعي لهذه الصناعات في اليابان خلال الخمسة عقود الماضية على أقل تقدير.

‏وقال: أتمنى من اليابان أن تستمر في زيادة تقديم التقنيات والتكنولوجيا اليابانية خصوصًا التي تتعلق برؤية 2030 في مجال الصناعات بشكل عام وصناعة السيارات بشكل خاص والمعدات وقطع الغيار اليابانية المتميزة التي ما زالت تحتاج إلى مزيدٍ من التفهم لحاجة مجتمعنا إليها.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org