"أول نكباته الغضب والسخط".. مختارات لتحذير ووعيد جاءت على صيغة "الأمثال القرآنية"

في حلقة "سبق" الرمضانية الـ16 من "هدايات قرآنية" مع الباحث "الذكري"
"أول نكباته الغضب والسخط".. مختارات لتحذير ووعيد جاءت على صيغة "الأمثال القرآنية"
تم النشر في

المتمعّن في الأمثال القرآنية يجد أنها مليئة برسائل الإعجاز الإلهي، وتناولت بعضها التحذير من مبطلات ونواقص الإيمان، والحرص على سلامة القلوب، وإقبالها على خالقها إقبالاً تاماً في الاعتقاد والقول والعمل.

"سبق" وعبر برنامجها الرمضاني "هدايات قرآنية"، تستضيف طوال الشهر الكريم، الباحث الشرعي في الدراسات القرآنية "محمد الذكري"، وتستنبط منه بعضاً من أسرار ومعجزات القرآن الكريم، وتُقدّمها للقارئ عبر سلسلة ومضات يومية لمختارات من بلاغات الإعجاز الإلهي في الأمثال القرآنية.

توحيد وإيمان

بدأ ضيفُ الحلقة "الذكري"، بعد أن ضرب الله مثلاً لكلمة التوحيد والأعمال الصالحة، بقوله تعالى، "أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء * تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُون"، أعقبه بذكر الضد "وَمَثلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَار"، وأنّ مثل الشرك والكفر كشجرة اجتمع فيها الخبث وعدم الانتفاع، فكذلك الشرك والكفر خبث فعلهما وخبث آثارهما على صاحبهما، فلا أصل مقبول من الأعمال إلاً ما كان صادراً عن توحيد وإيمان.

وأضاف: نستفيد من ذلك، على المسلم أن يحذر من مبطلات ونواقض الإيمان كالشرك والكفر والنفاق الاعتقادي، وأن من سلامة الأعمال البعد عن منقصاتها كالشرك الأصغر والكفر الأصغر والنفاق العملي والبدعة وعموم المعاصي والذنوب الأخرى.

مراحل الآخرة

وأردف "الذكري": طوبى لمن كان غاية همه سلامة أعماله، فالله طيب لا يقبل إلا طيباً. وقال: من ثبت في الدنيا على الصراط المستقيم - الإسلام وما فيه من القرآن واتباع السنة- نجى حال عبور صراط الآخرة الذي أسفله جهنم، ومن ثبت على كلمة التوحيد وابتعد عن الشرك ثبته الله في أول مراحل الآخرة بعد الموت، فعن البَراءِ بنِ عازبٍ رَضِيَ الله عنه، أنَّ النبيَّ - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم -قال: " المُسلِمُ إذا سُئِلَ في القبرِ يشهدُ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ، وأنَّ محمداً رسولُ اللهِ. فذلك قولُه: "يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَة".

أول نكباته

وختم الباحث الشرعي في الدراسات القرآنية، حديثه: ثمرة العلم وجماله وواجبه أن يعقبه عمل، فالواجب العملي من عظات هذا المثل إقبال القلب على علاّم الغيوب اعتقاداً وقولاً وعملاً، ومن ورد يوم القيامة بعلم لا عمل فأول نكباته غضب الله وسخطه! ففي مجيء قوله - تعالى- "يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَة وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ"، بعد ضرب مثلين عن العمل المقبول والمردود برهان بأنّ الحقيقة ثبات ونجاة أو ضلال وهلاك! "وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآناً عَرَبِياً لِّتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَىٰ وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لَا رَيْبَ فِيهِ ۚ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org