يضم جناح جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية في مشاركتها الحالية بمعرض الرياض للكتاب، كنزًا معلوماتيًّا أمنيًّا.
ومن بين الكتب والمؤلفات تمتدّ أيدي الزوار كثيرًا ناحية كتاب "أساسيات علم الحشرات الجنائي.. دور الذباب في التحقيقات القانونية" للدكتورة ليلى بنت عودة الشريف.
وبدأت "الشريف" كتابها في التعريف بعلم الحشرات الجنائي، ثم أبرز التغيرات على الجثث البشرية بعد الموت، وبعد ذلك أبرز الحشرات التي تتعاقب على الجثث، وأخيرًا دورها في الكشف عن تحديد زمن الوفاة.
وكتبت: تعتبر الحشرات أداة مفيدة لتقدير وقت الوفاة خلال 72 ساعة وما بعد ذلك؛ لأنها أول الكائنات الحية التي تكتشف الجثة وتصل إليها كما أنها توجد في جميع مراحل تحللها.
وقسمت "الشريف" فترات التحلل إلى فترتين:
الأولى: فترات ما بعد الوفاة الطويلة، ففي غياب الفقريات المفترسة تنجذب الحشرات والمفصليات إلى الجثة في وقت محدد، وبنظام معين يسمى هذا النظام بالتعاقب الحشري؛ وهو نموذج يمكن توقعه في كل منطقة جغرافية، ويعتبر الذباب والخنافس هما أهم مجاميع الحشرات المرتبطة بالجثث؛ حيث ينجذب الذباب إلى الجثة في المراحل الأولى من تحللها، أما الخنافس فهي توجد في المراحل الأخيرة من التحلل.
وهناك طريقتان يمكن استخدامهما في تحديد فترات الوفاة الطويلة:
الأولى: الاستفادة من نظام التعاقب الحشري في منطقة العثور على الجثة، فعند جمع الحشرات من جثةٍ ما وعن طريق الرجوع إلى قاعدة البيانات الخاصة بأنواع الحشرات في منطقة جغرافية معينة وظروف مناخية محددة؛ كمعرفة درجات الحرارة والرطوبة ومعدل سقوط الأمطار، وبمعرفة مرحلة تحلل الجثة يمكن تحديد الوقت الذي يُتوقع أن يوجد فيه هذا النوع، وبالتالي تحديد زمن الوفاة.
الطريقة الثانية في تحديد فترات الوفاة الطويلة: استخدام دورة حياة الخنافس؛ لأن دورة حياتها طويلة؛ حيث يمكن للأطوار البالغة واليرقات أن توجد على بقايا الجيفة لسنوات بعد الوفاة، كما يفيد تعريف الأنواع الخاصة بكل بيئة سواء أكانت مائية أم برية أم زراعية أم صحراوية، أم سكانية أم قرب السواحل، في معرفة المكان الذي حدثت فيه الوفاة أو ارتكبت فيه الجريمة، وما إذا تم سحب الجثة وتغيير مكانها الأصلي أو غمرها بالماء، وأيضًا عن طريق معرفة الأنواع الخاصة بالفصول خلال العام يمكن معرفة الفصل الذي حدثت فيه الوفاة، وهذا يسهم في فك ألغاز جرائم القتل، وقد أُنجز كثير من الأبحاث عن نموذج تعاقب الحشرات على الجثث في مختلف أنحاء العالم، وفي السعودية تم تحديد نماذج التعاقب الحشري على جيف الأرانب في عدد من المناطق.
أما فترة ما بعد الوفاة القصيرة، كتبت الدكتورة ليلى الشريف: إن الفرضية لتقدير الفترة في هذه الحالة هي حساب عمر الحشرة التي تغذّت ونمت على الجثة، وبمعرفة وقت استعمارها للجثة يمكن تحديد أقل فترة زمنية للوفاة، ولأن الذباب الأزرق عادةً هو أول مجموعة من الحشرات تستعمر الجثة؛ حيث تصل الحشرة البالغة وتضع بيضها على الجثة بعد الوفاة مباشرة أو خلال ساعات قليلة، فإن التركيز في تحديد أقل فترة زمنية للوفاة غالبًا يعتمد على استخدام الذباب الأزرق، وبتحديد عمر أكبر الحشرات الموجودة يمكن التحديد أنه معدل نمو وتطور الحشرات يعتمد بشكل رئيس على درجة الحرارة التي تتعرض لها في أثناء نموها، وهناك ثلاث خطوات يجب إجراؤها لتحديد فترة ما بعد الوفاة القصيرة؛ وهي: تعريف أنواع الذباب الموجودة على الجثة بدقة، وتحديد درجة الحرارة المحيطة بالجثة في موقع وجودها، وكذلك الرجوع إلى بيانات النمو الخاصة بنوع الذباب الذي يتم الحصول عليه من الجثة.