فقهاء وفلكيون: لا داعي لتحري الهلال بعد غروب شمس اليوم

"السفياني": القمر غير موجود والخميس غرّة شهر رمضان
فقهاء وفلكيون: لا داعي لتحري الهلال بعد غروب شمس اليوم
تم النشر في
فهد العتيبي- سبق: رأى عدد من الفقهاء والفلكيين أنه لا داعي لتحري الهلال بعد غروب شمس اليوم لأن القمر غير موجود، مؤكدين أن الخميس غرة رمضان.
 
واندلعت حالة من التنافس والصراع بين الفلكيين والمترائين، فيما يتعلق بترقب ومتابعة هلال شهر رمضان المبارك والذي في حال طلوعه يتم الإعلان عن دخول الشهر الكريم.
 
جاء ذلك في الوقت الذي دعت فيه المحكمة العليا إلى تحرّي رؤية هلال شهر رمضان المبارك، مساء اليوم الثلاثاء 29 شعبان 1436هـ، حيث قالت في إعلانها:
 
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الأمين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، وبعد:
 
فإن المحكمة العليا بالمملكة العربية السعودية تدعو عموم المسلمين في جميع أنحاء المملكة، إلى تحرّي رؤية هلال شهر رمضان المبارك، مساء اليوم الثلاثاء التاسع والعشرين من شهر شعبان لهذا العام 1436هـ.
 
وترجو المحكمة العليا ممَّن يراه بالعين المجردة أو بواسطة المناظير إبلاغ أقرب محكمة إليه، وتسجيل شهادته لديها، أو الاتصال بأقرب مركز؛ لمساعدته على الوصول إلى أقرب محكمة.
 
وتأمل المحكمة ممَّن لديه القدرة على الترائي الاهتمام بالأمر، والانضمام إلى اللجان المشكّلة في المناطق لهذا الغرض، واحتساب الأجر والثواب بالمشاركة فيه؛ لما فيه من التعاون على البر والتقوى، والنفع المتعدّي لعموم المسلمين.
 
والله الموفق، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
 
وتعليقاً على هذا الموضوع قال الباحث الفلكي الدكتور شرف السفياني: "لو نظرنا للحسابات الفلكية فجر يوم الاثنين 28 شعبان وحسب إحداثيات مكة المكرمة وجدنا أن شروق الشمس الساعة 05:39 ص، وشروق القمر الساعة 04:35، ويفصل بينهما أكثر من 12 درجة وفترة مكث أكثر من الساعة قبل شروق الشمس، ويشاهده الناس بسهولة جهة المشرق، لكن كما قلنا لا يبنى عليه نتائج أكيدة 100 % بتمام الشهر أو نقصانه".
 
وأضاف الدكتور "السفياني": "يوم التحري اليوم الثلاثاء 29 أشرقت الشمس الساعة 05:39 ص، واشرق القمر الساعة 05:28 ص، أي أن القمر يكون فوق الأفق الشرقي قبل شروق الشمس بنحو 11 دقيقة وارتفاعه أكثر من درجتين، وهذا الارتفاع والزمن غير كافية لرؤية الهلال فجر الثلاثاء جهة المشرق، والبعض إذا لم ير الهلال فجر اليوم 29 من شعبان يبني عليه نتيجة أن الشهر ناقص وهذا من الأخطاء الشائعة لدى الناس كما بينا سابقاً".
 
وأردف: "يبدأ السباق الحميم اليوم الثلاثاء 16 يونيو 2015 م الموافق 29 شعبان 1436 هـ بين الشمس والقمر ويبدأ يتلاشى "هلال آخر شعبان" وليس أوله فعندما تصل الساعة 05:07م بتوقيت مكة المكرمة عصر اليوم التاسع والعشرين يحدث "الاقتران الفلكي" أو ما يسمى "المحاق" نسبة إلى انمحاق وتلاشي ضوء القمر واختفائه فيصبح القمر مظلماً تماماً وهي لحظة عالمية لا تختلف باختلاف المطالع".
 
وتابع: "من بعد هذه اللحظة يبدأ نشوء هلال جديد ودخول شهر جديد، قال تعالى: {فالق الإصباح وجعل الليل سكناً والشمس والقمر حسباناً ذلك تقدير العزيز العليم}، وبما أن الاقتران حدث قبيل الغروب بساعتين تقريباً وهي فترة ليست بالطويلة من عمر الهلال وغير كافية لتسبق الشمس القمر نحو الغروب.
 
وقال "السفياني": "من خلال هذه الحسابات الفلكية أنه يتضح أن القمر اليوم الثلاثاء 16 يونيو 2015 م الموافق 29 شعبان 1436هـ، يغرب قبل غروب الشمس في جميع الدول العربية والإسلامية بفترات متفاوتة بين دقيقتين إلى 14 دقيقة، والسبب هو اختلاف المطالع بين كل منطقة وأخرى وما بين المناطق الشمالية والجنوبية من الكرة الأرضية، وبالتالي فإن رؤية الهلال اليوم غير ممكنة أو متاحة وخصوصاً في جزيرة العرب لعدم وجود الهلال في الأفق الغربي بعد غروب الشمس".
 
وأضاف: "عند الأخذ بفتوى "اعتبار الحسابات الفلكية في حالات النفي" وهي المنطبقة على مثل هذه الحالة فيكون بإذن الله يوم غدٍ الأربعاء، هو المتمم لشهر شعبان لهذا العام 1436هـ، ويوم الخميس هو أول أيام شهر رمضان المبارك لهذا العام 1436هـ".
 
من جانبه، توقّع مدير مركز الفلك الدولي المهندس محمد شوكت عودة، بدء شهر رمضان المبارك في دول العالم الإسلامي، يوم الخميس 18 يونيو؛ باستثناء تركيا التي أعلنت أن الأربعاء 17 يونيو هو غرة شهر رمضان.
 
وقال: "معظم الدول الإسلامية تتحرى هلال شهر رمضان المبارك 1436هـ، اليوم الثلاثاء 16 يونيو؛ حيث يغيب اليوم القمر قبل غروب الشمس في جميع الدول الإسلامية؛ مما يجعل رؤية الهلال في ذلك اليوم مستحيلة من جميع مناطق العالم الإسلامي، وعليه من المفترض أن يكون يوم غدٍ الأربعاء هو المكمل لشهر شعبان ويكون يوم الخميس 18 يونيو غرة شهر رمضان المبارك في تلك الدول".
 
وأضاف: "تتحرى دول إسلامية أخرى هلال شهر رمضان يوم غدٍ الأربعاء 17 يونيو؛ لأنه الموافق لليوم التاسع والعشرين من شهر شعبان فيها، ومن تلك الدول: سلطنة عمان، والمملكة المغربية، وإيران، والهند، وبنغلادش، والعديد من الدول الإسلامية في قارة إفريقيا.. ورؤية الهلال يوم غدٍ الأربعاء من العالم العربي ممكنة باستخدام التلسكوب، وقد يمكن رؤيته بصعوبة بالغة بالعين المجردة؛ خاصة من جنوب الوطن العربي؛ وذلك في حالة صفاء الغلاف الجوي التام، والرصد من قِبَل راصد محترف فقط".
 
وأردف "عودة": "العديد من الفقهاء والفلكيين يرون أنه لا داعي لتحري الهلال بعد غروب شمس اليوم الثلاثاء؛ لأن القمر غير موجود في السماء وقتئذ، وعليه فإن رؤية الهلال مستحيلة اليوم استحالة قاطعة من تلك المناطق، وهذا معروف مسبقاً من خلال الحسابات العلمية القطعية".
 
وتابع: "كانت إحدى توصيات مؤتمر الإمارات الفلكي الثاني، والذي حضره فقهاء ومتخذو قرار من العديد من الدول الإسلامية، ما نصه: "إذا قرر علم الفلك أن الاقتران لا يحدث قبل غروب الشمس، أو أن القمر يغرب قبل الشمس في اليوم التاسع والعشرين من الشهر؛ فلا داعي لتحري الهلال".
 
وقال "عودة": "أقر الفقهاء ألا تعارض بين هذه التوصية وبين سنة الرسول صلى الله عليه وسلم بتحري الهلال؛ إذ إن هذه التوصية متعلقة فقط بالحالات التي نعلم فيها مسبقاً أن القمر غير موجود في السماء بناء على معطيات قطعية، وبالتالي فإن تحريه ونحن متأكدون أنه غير موجود قد يبدو وكأنه تهميش للعقل والعلم، ومن بين الفقهاء الذين دعوا لمثل هذه التوصية حتى قبل انعقاد المؤتمر، عضو هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية ومستشار الديوان الملكي الشيخ عبدالله بن منيع، إضافة إلى أن هذه التوصية معتمدة بطبيعة الحال في بعض الدول الإسلامية التي تعتمد رؤية الهلال أساساً لبدء الشهر الهجري".
 
واختتم بقوله: "يمكن معرفة نتائج رصد هلال شهر رمضان، عبر زيارة موقع المشروع الإسلامي لرصد الأهِلّة التابع لمركز الفلك الدولي على شبكة الإنترنت على العنوان: (http:/ / www.icoproject.org)؛ حيث أنشئ المشروع عام 1998م، ويضم حالياً أكثر من 400 عضو من علماء ومهتمين برصد الأهلّة وحساب التقاويم؛ حيث يشجع المشروع المهتمين في مختلف دول العالم، على تحري الهلال وإرسال نتائج رصدهم إلى المشروع عن طريق موقعه على شبكة الإنترنت؛ حيث تنشر تباعاً بعد تدقيقها وتمحيصها".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org