
يأتي مشروع إنشاء المجلس الأعلى للفضاء، وتحويل الهيئة السعودية للفضاء إلى وكالة الفضاء السعودية، وتغيير اسم هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات إلى هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية، في إطار حرص السعودية على النهوض بعلوم الفضاء، إيمانًا منها بأهمية تعزيز الابتكار، وتمكين الشباب لخلق قطاع فضائي مستدام.
ويحمل هذا القرار معه آمال وطموحات وطن، يمضي قُدمًا برؤية قيادته وعزيمة شبابه لتحقيق الإنجازات، وتبوُّؤ مقعد الريادة العالمية في المجالات كافة.. وقد جاء ذلك بدعم وتمكين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان؛ بهدف تمكين الإنسان، وحماية الكوكب، وتشكيل آفاق المستقبل.. وهو رسالة واضحة لأهمية هذا القطاع؛ كونه الاقتصاد القادم عالميًّا.
وتُعدُّ وكالة الفضاء السعودية نقلة نوعية من حيث التركيز على صناعة سوق الفضاء، وتحفيز البحث والابتكار فيه، ومن ثم الانتقال نحو مرحلة تنظيمه وحوكمته؛ بما يعكس حرص قيادة السعودية على مواكبة التطورات والتقنية الحديثة، وأحدث المعارف العالمية، وإلهام وتحفيز الشباب والعلماء للبحث والابتكار في هذا القطاع.
وتراهن السعودية على روح وعزيمة وطموحات الشعب السعودي إلى معالي الأمور وعنان السماء؛ إذ يتضمن عالم الفضاء مجالات مختلفة، مثل العلوم والتكنولوجيا والأبحاث والتقنيات والمعارف التي تُعدُّ محركًا للابتكار، وتفتح آفاقًا جديدة للتجديد والبحث العلمي، وتخلق عددًا من فرص التوظيف للشباب.
وكذلك فإن النمو والتطوير في قطاع الفضاء لا يمكن أن يتم من دون تطور القطاعات الأخرى، مثل الصناعة والتكنولوجيا الرقمية والاتصالات؛ وبالتالي فإن ذلك يدعم القطاعات الأخرى، كالصناعة والتقنيات وغيرهما.
وأدى إطلاق أول رحلة إلى القمر (Apollo 11) عام 1969م إلى زيادة الإقبال على دراسة العلوم (زيادة تقدر بـ 10 أضعاف في كليات الهندسة)؛ وبالتالي نشوء وازدهار قطاع الابتكار؛ ما ساهم في نجاح السليكون فالي.
وفي يوليو 2022م وقَّعت السعودية اتفاقية "أرتميس" مع وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا"، التي تنسجم مع الأولويات الوطنية للابتكار في إطار خطتها للتنويع الاقتصادي، التي تهدف إلى جذب الاستثمارات الأجنبية، وتوفير آلاف الوظائف للشباب السعودي.
كما تهدف الاتفاقية إلى الاستفادة من الفرص الواعدة التي يقدمها قطاع الفضاء وصناعاته عالميًّا، والإسهام في الأبحاث التي تصبُّ في صالح خدمة البشرية في عدد من المجالات ذات الأولية، مثل الصحة والاستدامة وتقنية الفضاء.
يأتي ذلك في ظل نجاحات السعودية في مجال تقنية وعلوم الفضاء؛ بما يؤهلها لخوض غمار المنافسة عالميًّا في ذلك المجال، خاصة بعد إطلاق برنامج رواد الفضاء الذي يهدف لتأهيل كوادر سعودية متمرسة لخوض رحلات فضائية طويلة وقصيرة المدى.
وختامًا، فإن دور السعودية الفعال يتمثل في المشاركة في التجارب العلمية والأبحاث الدولية والمهام المستقبلية المتعلقة بالفضاء، وخطة انطلاق الرحلة الأولى في عام 2023 وعلى متنها أولى رائدات الفضاء السعوديات، إضافة إلى انطلاق دفعتَين من برنامج الابتعاث في أفضل 30 جامعة.