"السعودية الخضراء" في نسختها الثانية.. هكذا تواجه المملكة التحدّي العالمي الأكبر في القرن الحالي

انطلاقًا من دورها الريادي تجاه القضايا الدولية المشتركة
الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظه الله-
الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظه الله-
تم النشر في

تُعد ظاهرة تغير المناخ أحد أبرز التحديات التي يعيشها عالمنا المعاصر؛ لما لها من عواقب وخيمة على البشرية جمعاء، من بينها: الجفاف الشديد، وندرة المياه، والحرائق الشديدة، وارتفاع مستويات سطح البحر، والفيضانات، وذوبان الجليد القطبي، والعواصف الكارثية، وتدهور التنوع البيولوجي.

كما يمكن أن يؤثر تغير المناخ على صحتنا وقدرتنا على زراعة الأغذية، والسكن، والسلامة، والعمل، وما يترتب على ذلك من مخاطر المجاعات، واختفاء مدن أو دول كاملة؛ بسبب ارتفاع مستويات سطح البحر.

ومن هذا المنطلق، ومن كون تغير المناخ تحدّيًا عالميًّا يتشارك الجميع هموم مواجهته، وإيجاد الحلول المثلى للتخفيف من آثاره، ووقف تدهور الأرض، كانت السعودية سبّاقة في دعم الجهود الدولية للحفاظ على الكوكب من الانهيار، وتهديد حياة البشر، واستشعارًا لجسامة المسؤولية التي تقع على عاتق الجميع، وذلك من خلال المبادرتين اللتين أطلقهما سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، بعنوان "السعودية الخضراء"، و"الشرق الأوسط الأخضر"، وتنطلق نسختاهما الثانية في مدينة شرم الشيخ المصرية مطلع الشهر المقبل.

وتنطلق الجهود السعودية من دورها الريادي تجاه القضايا الدولية المشتركة، كذلك من حجم التحديات البيئية التي تواجهها المملكة والمنطقة بأسرها، وتدعم الجهود الدولية في وقف نزيف الأرض والطبيعة، والتي تمخضت عنها اتفاقية باريس للمناخ 2015، التي تهدف إلى تقليل الانبعاثات الغازية العالمية على المدى القريب، حتى تبلغ "صفر" انبعاثات في النصف الثاني من القرن الحالي.

السعودية الخضراء

تعمل مبادرة السعودية الخضراء على زيادة اعتماد المملكة على الطاقة النظيفة، وتقليل الانبعاثات الكربونية، وحماية البيئة، تماشيًا مع رؤية 2030 التي يأتي ضمن أهدافها تحسين جودة الحياة وحماية الأجيال المقبلة.

كما وضعت رؤية 2030 الاستدامة ضمن أهم جهود رؤية السعودية 2030 منذ إطلاقها، وتدفع رؤية 2030 بالالتزام الجماعي نحو مواجهة تحديات الطاقة والمناخ الحالية والمستقبلية بصورة ابتكارية وروح من المسؤولية؛ ففي خلال رئاسة المملكة لمجموعة العشرين في عام 2020م أقرّ قادة الدول نهج الاقتصاد الدائري للكربون "CCE"، وهو مفهوم يهدف إلى الحدّ من الانبعاثات الكربونية، والتوسّع في التقنيات المستعملة لاحتجاز الكربون واستخدامه وتخزينه، سيتمكّن المجتمع الدّولي من مواصلة النّمو وتحقيق الاستدامة ومواءمة متطلباتها بين كلٍّ من الطاقة والمناخ.

ووفقًا لمبادرة السعودية الخضراء: تلتزم المملكة، بصفتها إحدى أهم الدول المنتجة للطاقة، بالمساهمة بشكل فعال في الجهود العالمية لمكافحة التغير المناخي؛ حيث تستهدف من خلال المبادرة تحقيق الحياد الصفري للانبعاثات بحلول عام 2060، كما تستهدف تقليل الانبعاثات الكربونية بأكثر من 278 مليون طن سنويًّا بحلول عام 2030.

كما ترمي المبادرة إلى زيادة إنتاج الكهرباء في المملكة من مصادر الطاقة المتجددة إلى 50% بحلول عام 2030، والمساهمة في خفض انبعاثات غاز الميثان بنسبة 30% عالميًّا، علاوة على زراعة 10 مليارات شجرة، وإعادة تأهيل 40 مليون هكتار خلال العقود القادمة، وزراعة 450 مليون شجرة، وإعادة تأهيل 8 ملايين هكتار بحلول 2030، كما تسعى المبادرة الطموحة إلى رفع نسبة المحميات إلى أكثر من 30% من إجمالي مساحة المملكة، وحماية 20% من البيئات البرية والساحلية والبحرية بحلول 2030.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org