أعرب أمين عام المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر "آركو" الدكتور صالح بن حمد التويجري؛ عن تطلعاته في أن تُسهم قمة الأمم المتحدة للمناخ "كوب 27" في مدينة شرم الشيخ المصرية في إرساء أرضية صلبة لتعزيز الزخم العالمي لمواجهة تحديات التغيّرات المناخية ووضع حد لتداعياتها والأضرار الناجمة عنها.
وقال "التويجري" في تصريحٍ تنشرهُ "سبق": تأتي قمة المناخ "كوب 27" في الوقت المناسب للانتقال بالعالم من مرحلة التعهدات إلى مرحلة التنفيذ؛ والخروج بنتائج موضوعية شاملة وطموحة وفعالة لتسريع وتيرة العمل المناخي العالمي عن طريق الحد من الانبعاثات؛ وزيادة جهود التكيّف؛ وتعزيز تدفقات التمويل المناسبة للدول المتضررة؛ وتعزيز الالتزام بمبدأ "العدالة المناخية الدولية" في معالجة أزمة تغيّر المناخ؛ وتنمية التعاون الدولي للتصدي لها؛ والتأكيد في الوقت ذاته على أن الوقت قد حان لمضاعفة الجهود الدولية لمواجهة الآثار السلبية لتغيّر المناخ؛ وتوسيع مشاركة كافة الأطراف المعنية من أجل تنفيذ التعهدات والوعود.
وأضاف بقوله: ولعل هذه القمة تأتي في وقت لا تزال فيه الإجراءات الدولية المتخذة أقل من المطلوب وخجولة أمام الكوارث المتوقعة؛ حيث إنه رغم التزام الدول الموقعة على اتفاق باريس بحصر الاحترار بأقل من درجتين مئويتين مقارنة بعصر ما قبل الثورة الصناعية وبـ1.5 درجات مئوية؛ ما زالت الإجراءات بعيدة عن مستوى الوعود سواء من حيث الحد من انبعاثات الدفيئة أو مساعدة الدول الأكثر ضعفاً؛ لذلك يجب اتخاذ المطلوب للتصدي للأخطار؛ والعمل على توفير الحماية اللازمة للسكان من خلال توفير الإنذار المبكر للكوارث قبل وقوعها والاستعداد التام للتعامل معها للتقليل من آثارها السلبية.
واستطرد قائلاً: يجب أن نضع في اعتبارنا أن تغيّر المناخ يعني حدوث فيضانات وجفاف وعواصف تتسبّب في وقوع الكوارث التي تؤدي إلى أزمات عديدة من نقص الغذاء وزيادة معدلات الهجرة وخسارة مخزون مياه الشرب وتراجع خصوبة التربة وارتفاع مستوى البحار بسبب تمدد كتلة مياه المحيطات وذوبان الكتل الجليدية الضخمة.
وتابع: يواجه العالم تحدياً كبيراً ناتجاً من زيادة معدل التغيّرات المناخية؛ ولمواجهتها لا بد من أن تهتم دول العالم بتبني إستراتيجيات جديدة لتنفيذ الأجندة المناخية؛ ومواجهة تحدي نقص التمويل؛ وإيجاد حلول للنزاعات والحروب كونها تحول دون تطوير تعاطي الدول مع القضايا المناخية؛ وترسيخ ثقافة التغيّر المناخي؛ إضافة لتطوير مفاهيم ومبادئ ثقافة الوقاية والحماية الذاتية من أخطار التغيرات المناخية؛ ورفع القدرات المؤسسية والبشرية للرصد وتقييم التأثيرات والتنبؤ والإنذار المبكر؛ ورفع الوعي نحو التنمية المستدامة قبل تفاقم الأضرار المناخية والمخاطر الطبيعية؛ وتوفير التمويل اللازم لإنشاء مشاريع التكيّف والصمود في وجه التغيرات المناخية؛ وإجراء تقييمات مستمرة للتشريعات الوطنية من أجل توفير إطار قانوني داعم للوفاء بالالتزامات الدولية التي تنص عليها اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيّر المناخ.
وأردف أمين عام المنظمة العربية قائلاً: أصبح التغيّر المناخي حقيقة واقعة لا يختلف عليها اثنان؛ وأصبحت الدول كلها تعاني منه؛ وفي منطقتنا العربية على وجه الخصوص يلاحظ زيادة في معدل الكوارث بسبب التغيّرات المناخية؛ ومنها ارتفاع وتيرة الكوارث الناتجة عنها؛ وارتفاع حدتها؛ وزيادة عدد المناطق المتضررة منها؛ ونتحدث عن ارتفاع درجة حرارة الأرض وارتفاع مستوى المياه في البحار مما يهدد بعض مدننا العربية الساحلية؛ وتشير الدراسات العلمية إلى أن هناك نزوح وزيادة في معدل الهجرة بسبب التغيّر المناخي؛ كما ستتأثر المناطق الزراعية بالتصحر مما يؤدي إلى تقليل حجم المحاصيل الغذائية؛ إضافة لتأثر مناطق الرعي.
واختتم "التويجري" تصريحه قائلاً: لا بد أن نكون واقعيين في أن قرارات القمم السابقة والحالية سوف لن ترقى إلى مستوى تطلعات المحافظة على البيئة وضبط ارتفاع درجة حرارة الأرض في الحدود المستهدفة؛ لذلك يصبح من الضرورة الملحة الاستعداد للمزيد من الكوارث البيئية للتقليل من خسائرها ومما سوف تسببه من دمار قدر المستطاع.