تشير حقائق الواقع إلى أن تمادي إسرائيل، في اعتداءاتها الفتاكة على الفلسطينيين، في قطاع غزة لليوم الـ 45 على التوالي، يستند في جانب كبير من دوافعه إلى الغطاء العسكري والسياسي والدبلوماسي، الذي توفره لها عدة دول، من بينها دول كبرى مثل، الولايات المتحدة الأميركية، وبريطانيا، وألمانيا، التي أعلنت أكثر من مرة عدم تأييدها وقف إطلاق النار، ومن ثمّ تُشجِع إسرائيل على الاستمرار في حربها المدمرة لكل مظاهر الحياة في غزة من بشر وحجر.
وتُدرك الدول العربي والإسلامية جيداً مفعول هذا الغطاء، في دعم إسرائيل على مواصلة الحرب، التي تسببت في إزهاق أرواح أكثر من 13 ألف مدني فلسطيني؛ لذلك قررت خلال قمتها المشتركة غير العادية، التي عقدت في الرياض في الـ 11 من شهر نوفمبر الجاري، بتكليف عدد من وزراء خارجية الدول العربية والإسلامية، برئاسة وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، للقيام بجولة زيارات رسمية تشمل عدداً من الدول الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن، وقد بدأ الوفد جولته بزيارة الصين اليوم (الاثنين).
ويضم الوفد وزراء خارجية، السعودية، وفلسطين، ومصر، والأردن، وقطر، وتركيا، وإندونيسيا، ونيجيريا، والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، وأمين منظمة التعاون الإسلامي حسين إبراهيم طه، وتهدف الجولة إلى تكثيف الضغوط على إسرائيل والدول المؤيدة لها لوقف إطلاق النار، وإعادة إطلاق المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين لتحقيق سلام دائم وشامل، يستند إلى قرارات الأمم المتحدة، والإجماع الدولي على حل الدولتين.
ويهدف الوفد الوزاري أيضاً إلى بلورة قرارات من خلال مجلس الأمن الدولي لتأمين ممرات إغاثية عاجلة؛ لتجنب وقوع كارثة إنسانية في قطاع غزة المحاصر، الذي ناهز عدد النازحين من سكانه، مليون مدني يحتاجون إلى 800 شاحنة إغاثة يومياً لمدة 3 أشهر على الأقل، وفقاً لتقديرات المنظمات الدولية، ويسعى الوفد كذلك إلى اتخاذ الإجراءات المتوافقة مع القانون الدولي لمحاسبة الاحتلال الإسرائيلي على جرائمها وانتهاكاتها بحق الفلسطينيين والمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس.