أكد متخصصون في قطاع خدمة ضيوف الرحمن أن وصول عدد المعتمرين من الخارج لأول مرة هذا العام لـ 13.550.000 معتمر؛ بزيادة 5 ملايين معتمر عن عام 2019، يدل على سعي القيادة لتحقيق مستهدفات رؤية 2030 التي تعول على هذا القطاع في الخروج بتجربة إثرائية للمعتمر من مختلف أنحاء العالم.
وأشاروا إلى أن هذا الإعلان الذي جاء مواكباً لفعاليات مؤتمر ومعرض خدمات الحج والعمرة 2024 في نسخته الثالثة، يلامس رحلة التطوير المستمرة للبنية التحتية للمشاعر المقدسة من خلال تنفيذ مختلف المشروعات والتنسيق المتواصل مع الجهات ذات العلاقة في جميع الدول.
من جانبه، أوضح رئيس لجنة الحج والعمرة بغرفة مكة عبدالله بن عمر قاضي، أن هذا الحدث يسهم في تنمية البيئة الاستثمارية، ويساعد على تجويد الخدمات، في ظل تحرك العجلة الاقتصادية واستعادة صناعة الفندقة حيويتها وتحقيق نسبة إشغال مرتفعة.
وأشار إلى تطور خدمات النقل؛ حيث إن معظم شركات النقل تشتغل بطاقة استيعاب كبيرة تتجاوز 70%، إضافة إلى تكامل وتنوع الخدمات اللوجستية؛ التي تُسعد المعتمر، ومنها الإعاشة وتوفير وجبات الطعام دون أن يشعر بالعناء ولجعله متفرغاً للعبادة، وعدم الانشغال بالتفكير في كيفية توفير الطعام والتنقل من مكانٍ لآخر.
ونوّه "قاضي" بانتعاش المحال التجارية والأسواق المختلفة بمكة المكرمة؛ حيث ستحقق هذه الزيادة العددية من المعتمرين تعميق طموحات رؤية المملكة 2030؛ والتي من أهمها الوصول إلى 30 مليون معتمر، إلى جانب ترك الأثر الملموس على المعتمر؛ سواءً الأثر الديني أو الاقتصادي أو التاريخي؛ لافتاً إلى سعي المستثمرين في هذا القطاع لتوسيع نطاق المنافسة في تجويد مستوى الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن.
من جهته، قال رئيس لجنة الفنادق والسياحة بغرفة مكة المهندس خالد بن محمد العمودي: يمثل وصول عدد المعتمرين هذا العام لـ 13.550.000 معتمر؛ نقلة نوعية لانتعاش القطاع الخاص في صناعة العمرة بشكل ملحوظ على جميع الأصعدة؛ عبر زيادة في إشغال الفنادق وتحسن متوسط إيجار الغرف ونمو قطاع التجزئة، وتأهيل وتطوير أكثر من 10 مواقع تاريخية و18 وجهة إثرائية، وتطوير أكثر من 200 إجراء لتسهيل التأشيرات.
وأشار إلى أن هذه الزيادة يترتب عليها إيجاد المزيد من الفرص الوظيفية في قطاعات صناعة العمرة كافة لتلبية الطلب المتزايد عليها، وإيجاد مبادرات نوعية لتحسين تجربة ضيوف الرحمن؛ مع نمو قطاع الضيافة بشكل ملحوظ من خلال زيادة نسب الإشغال وتحسن متوسط إيجار الغرف، وزيادة رحلات الطيران للمعتمرين بنسبة 32%، وتطور وتنوع خدمات النقل بين المطارات والحرمين الشريفين، وتطوير الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن للوصول إلى أعلى درجات العناية والاهتمام؛ في ظل الرؤى المستقبلية لتطوير المدن والمشاعر المقدسة، والتكامل مع منظومة الحج والعمرة.
وفي سياق متصل، توقع رئيس لجنة الخدمات اللوجستية بغرفة مكة أحمد بن علي القحطاني نمواً كبيراً في قطاع النقل والخدمات اللوجستية في مكة المكرمة خلال المرحلة المقبلة؛ سيما مع توجه وزارة الحج والعمرة لرفع أعداد المعتمرين وتقديم حزمة من التسهيلات في تأشيرات العمرة؛ مما سينعكس بلا شك على المشهد الاقتصادي لكل الشركات والمؤسسات العاملة في قطاع الحج والعمرة ويسهم في حرصها على تجويد خدماتها في ظل التنافسية العالية.
وأفاد بأن العدد التاريخي من المعتمرين سيسهم في تعافي الكثير من الشركات العاملة في هذا القطاع سيما تلك التي عانت كثيراً إبان جائحة كورونا وبدأت مرحلة جديدة مع هذه الأعداد التي تأتي تباعاً لتحقيق مستهدفات رؤية 2030؛ لافتاً إلى أن الانفتاح الكبير في موسم العمرة سيكون بوابة مهمة للتوسع في قطاعات النقل والفندقة والخدمات اللوجستية، وهو الحاصل من خلال نمو نسب التشغيل في قرابة 260 ألف غرفة فندقية في مكة المكرمة.
وأوضح "القحطاني" أن هذه الزيادة في أعداد المعتمرين تتعايش مع تحرك نحو 150 شركة عمرة في تعاقدات متعددة؛ أثرت قطاع النقل والخدمات اللوجستية، وهذه المؤشرات المحفزة لجميع المستثمرين في هذه القطاعات المتنوعة ستسهم بلا شك في إيجاد تنافسية عالية بين القطاعات المتخصصة وترفع نسب جودة الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن، وهذا ما تسعى كل الجهات للعمل عليه وفق مستهدفات رؤية 2030.