أنهى فريق طبي بمستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالعليا، معاناة فتاة تبلغ من العمر 13 عامًا، كانت تشكو من تشوه في العمود الفقري "جنف" ناتج عن تقوسين شديدين بالمنطقة الصدرية والقطنية، وتَسبب لها هذا الأمر في مشكلة نفسية وإعاقتها عن أداء دراستها وممارسة أنشطتها اليومية الاعتيادية، بالإضافة إلى وجود مشاكل في النوم نتيجة شدة الانحراف وزاويته.
وأوضح الدكتور عوض عبدالرحمن العوض استشاري جراحة العظام والعمود الفقري الحاصل على الزمالة الأمريكية والسويدية رئيس الفريق المعالج، أنه فور وصول الفتاة لمركز طب وجراحة المخ والأعصاب والعمود الفقري بالعليا، تم إخضاعها للفحص السريري وحزمة من التحاليل المخبرية وأشعة الرنين المغناطيسي (M.R.I) على كامل منطقة الظهر؛ حيث أكدت النتائج وجود اعوجاج شديد تبلغ زاويته بالمنطقة الصدرية (82) درجة في جهة اليمين بالعمود الفقري، مع تحدب وتشوه واضح بالقفص الصدري؛ مشيرًا إلى تقوس للمنطقة القطنية بلغت زاويته (58) درجة في الناحية اليسرى.
وأفاد الدكتور "العوض" بأن الفريق الطبي المعالج قام بإجراء دراسة وافية للتاريخ المرضي ونتائج الفحوصات، متخذًا القرار بالتدخل الجراحي العاجل للحد من المضاعفات المتمثلة في ازدياد شدة التقوسات بالعمود الفقري والأعراض المصاحبة له في حالة التأخر في العلاج؛ خاصة بعد المتاعب التي عانت منها الفتاة طيلة 4 سنوات سابقة. ولفت إلى أن الجراحة استغرقت 4 ساعات متواصلة تحت التخدير العام، وتم فيها استخدام أجهزة متطورة للمساعدة في تقويم الفقرات وتعديلها.. وقد تمكن الفريق الطبي من تقويم العمود الفقري بنسبة 98%، علاوة على تثبيت ودمج الفقرات بشكل ممتاز.
ولله الحمد تكللت جهود الفريق الطبي بالنجاح دون أية مضاعفات؛ إذ استطاعت الفتاة الوقوف بعد 24 ساعة فقط من العملية، وعادت لمنزلها بعد أن تَلَقّت رعاية طبية فائقة على مدار 3 أيام، وبدأت تمارس حياتها بصورة طبيعية.