"الشعلان": مبادرة السعودية الخضراء ترمي إلى الحفاظ على الكوكب للأجيال القادمة

أكد أن المملكة قامت بجهود بيئية كبيرة
الرئيس التنفيذي لهيئة تطوير محمية الإمام تركي بن عبدالله الملكية محمد الشعلان
الرئيس التنفيذي لهيئة تطوير محمية الإمام تركي بن عبدالله الملكية محمد الشعلان

قال الرئيس التنفيذي لهيئة تطوير محمية الإمام تركي بن عبدالله الملكية، المهندس محمد بن عبدالرحمن الشعلان، إن مبادرة السعودية الخضراء هي مبادرة أطلقها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- لتقليل التغير المناخي، ورفع جودة الحياة، وأيضاً الحفاظ على هذا الكوكب للأجيال القادمة.

وأضاف خلال مقابلة تلفزيونية في برنامج "في أسبوع"MBC : تسعى المبادرة إلى 3 أهداف أساسية: تقليل الانبعاثات الكربونية بنسبة 278 مليون طن بحدود 2030، وزراعة 10 مليارات شجرة في الأعوام القادمة، منها 650 مليون شجرة بإذن الله أيضاً في 2030، وزيادة عدد المناطق المحمية سواءً كانت المحميات الطبيعية أو المحميات الملكية على الأرض أو على البحر بنسبة 30% من مساحة المحمية".

وتابع: "اليوم الحمد لله المبادرة منطلقة بشكل جداً كبير، حيث تم تسمية 17% من مساحة المملكة محميات ملكية، ومتبقي 13% إلى 2030، وتم زراعة أكثر من 10 مليون شجرة سواءً كان في السعودية الخضراء أو في المحميات الطبيعية أو في المحميات الملكية، أو حتى بعض المشاريع الكبرى، من ضمنها محمية الإمام تركي بن عبدالله الملكية التي نحن اليوم بصدد الحديث عنها".

وعن مشاركة المحمية في مؤتمر الأطراف (كوب 28)، قال الشعلان: "طبعاً (مؤتمر الكوب) هو مبادرة للأطراف متعددة من الدول التابعة للأمم المتحدة، ففي عام 1995 اتفقوا على أنه في ضرورة للعمل المناخي، ومنذ عام 2016 عملت المملكة على جهود بيئية كبيرة، وتم إطلاق منظومة البيئة، واستراتيجية البيئة، ثم القوات الخاصة للأمن البيئي، المحميات الملكية، السعودية الخضراء، الشرق الأوسط الأخضر، وعدد كبير من المبادرات، آخرها إطلاق سمو ولي العهد خارطة الطريق لمشروع التشجير، ونحن في السنة الثانية على التوالي نشارك في هذا المعرض، وهدفنا طبعاً هو إظهار الجهود التي نقوم فيها سواءً في المحمية أو في المحميات الملكية بشكل عام، وزملائي في المحميات الملكية مشاركين، وهذه الجهود كبيرة تنعكس على أرض الواقع، وتنعكس على جودة الحياة، وحتى على جودة الهواء، وبدأنا نلمس تلك الجهود".

وتابع: "في الرياض مثلاً قلّت الحالات الغبارية بشكل كبير، سواءً كانت محميات ملكية قلّلت نسبة الرعي الجائر، ونسبة الاحتطاب، وثبّتت التربة، وزادت الزراعة في هذه المناطق، ومحمية الإمام تركي بن عبدالله تُشكل قوسًا هلاليًا على المنطقة الشمالية للرياض، وهذه الجهود كلها ساهمت في تقليل الحالات الغبارية من 64 حالة في السنة الماضية بحسب مؤشر جودة الهواء من الهيئة الملكية للرياض، وفي هذه السنة من بدايتها إلى اليوم لا يوجد سوى 17 حالة فقط".

واستطرد: "اليوم نحن نشارك بهدفين أساسيين؛ الأولى أطلقنا خلال السنة الماضية أكبر تطبيق لطائرات الدرون على مستوى المملكة كانت أكثر من 40 طائرة درون أُطلقت في سماء المحمية هدفها تفعيل دور الحماية، ونثر البذور في المناطق الجافة، ودربنا ولله الحمد أكثر من 100 من جوالي المحمية من شباب وشابات الوطن في مناطق المحمية، وأكثر من 8000 ساعة تدريبية قمنا فيها بعد حصولهم على التراخيص والرخص اللازمة أطلقنا هذا البرنامج الذي ساهم ولله الحمد في رفع جودة العمل بأكثر من 200%، وساهم أيضاً في تقليل الانبعاثات من السيارات التي يقودها الجوالون في نطاق المحمية؛ لأنه حينما تعطيهم التقنيات اللازمة فأنت تقلل حركة السيارة وتقلل من تأثيرها البيئي السلبي، وبالتالي وجود الطائرات يعطيك رؤية أعلى في هذا الجانب".

وواصل: "بعدما طبقنا هذه التقنيات، وبعد ما قمنا بمشاريع التشجير، نحن اليوم أنهينا ولله الحمد أكثر من 450 ألف شجرة زُرعت في نطاق المحمية، انتقلنا لمبادرة أخرى وهي قياس هذا الجهد، كيف نستطيع أن نقيس فرق الغطاء النباتي قبل عمل المحمية، وعملنا اليوم، وحتى في السنوات القادمة، وهذه التقنية تسمى NDVI أو مؤشر قياس التغير في الغطاء النباتي، حيث كانت نسبة الغطاء النباتي 1.50% في عام 2018، واليوم وصلنا ولله الحمد 6.50% خلال خمس سنوات، وهذا بفضل الله ثم بفضل الجهود التي نقوم بها سواءً كانت من ناحية الحماية، ومن ناحية التشجير، من ناحية البذور التي تنثر في نطاق المحمية، وبإذن الله نقول القادم أفضل على المستوى البيئي".

وأضاف: "الشيء الجميل أن أغلب مشاريع التشجير تعتمد اليوم على النباتات المحلية؛ وبالتالي استهلاكها من الماء قليل وجودتها التي تساهم في البيئة الصحراوية عالية، ومثلما ذكرنا نسب الغبار ولله الحمد اليوم قلّت بشكل أكبر، والمناطق المحمية تحسنت بشكل أفضل، حيث صار فيه اليوم مشاريع بيئية، مشاريع تخييم بشكل جداً متوسع، وأصبح الناس في الفترة الشتوية كثيرًا منهم يخرج للتنزه من خارج الرياض والمدن الكبرى إلى هذه المناطق، ومعروف أن الأشجار في المتوسط تمتص ما يقارب من 20 إلى 25 كجم من ثاني أكسيد الكربون والأتربة الغبارية، وهذا يساهم بدوره إلى وصولنا إن شاء الله إلى الحياد الصفري في 2060، سواءً من خلال تقليل انبعاثات الكربون أو حتى إنتاج الأوكسجين من الأشجار".

واختتم "الشعلان": "الجميل في هذه المبادرة منذ إطلاقها إلى اليوم فيها أكثر من 60 مشروعاً ومبادرة، والذي شارك وحضر الإكسبو قبل سنتين؛ نفس المكان الذي فيه السعودية اليوم، فهو عبارة عن استمرار جميل، واستدامة أيضاً لهذه المباني، وسمو الأمير محمد بن سلمان منذ إطلاق الرؤية وهو حريص جداً على العمل البيئي؛ وبالتالي هذا هو استعراض لكل الجهود التي نقوم فيها سواءً من ناحية الانبعاثات الكربونية وتخفيضها، أو حتى من مشاريع تشجير، والجميل أنني شاهدت لوحة تخضير دبي، وبالتالي هذا الناتج أصبح ينعكس على المنطقة بالكامل، وإن شاء الله نشاهده ليس على مستوى السعودية الخضراء، حتى على مستوى الشرق الأوسط أن المنطقة كلها بإذن الله تعود خضراء، وتتحسن حالة الأكسجين، وحالة الجو فيها بإذن الله ".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org