التمور بأنواعها المختلفة عنوان الكرم وفاكهة المجالس؛ إذ تعد من العناصر الرئيسة التي تتصدّر موائد الأسر السعودية خاصة والخليجية والعربية عامة؛ نظرًا لقيمتها الغذائية، ولارتباط القهوة العربية "عنوان الكرم" بوجود التمر فيها.
وفي هذه الأيام بدأت النخيل تجود بثمارها من الرطب في جميع أنحاء المملكة، وأصبحت تتصدر الموائد وتملأ الأسواق، إذ يبدأ موسم الرطب في النضج مع دخول شهر يوليو من كل عام، ويستمر لأكثر من شهرين ونصف تقريبًا.
وتسلط "سبق" الضوء على أهم المعلومات عن التمر، ومراحل نضجه وخصائص كل مرحلة، والفرق بين الرطب والتمر في الشكل والمكونات والفوائد، إضافة إلى أنواع التمور وأشهر أماكن وجودها.
التمور تختلف ليس فقط في الحجم واللون والطعم، ولكنها تختلف أيضًا فيما تحتويه من عناصر غذائية عديدة بسبب مرحلة نضجها أولًا وبسبب نوعها ثانيًا، فالتمر يؤكل كما هو معروف خلال مراحل نمو ثمرته الثلاث، وهي مرحلة البسر أو البلح، ومرحلة الرطب، ومرحلة التمر، وللثمرة في كل من تلك المراحل الثلاث خصائص تغذوية معيّنة.
فالبسر أو البلح غني بالألياف وبمادة العفصين القابضة، بينما يعتبر محتوى أغلب أنواعه من السكريات في هذه المرحلة قليلًا مقارنة بمرحلتي الرطب والتمر، ويصير التمر بلحًا أو بسرًا في أول مراحل نضجه، ولا تستمر هذه المرحلة طويلًا، أما في مرحلة الرطب فالتمر كما يدل عليه اسمه غني بالرطوبة وبه كمية جيّدة من السكريات ولذلك يصلح للأكل خلال الأوقات الحارّة والمعتدلة.
وخلال مرحلة التمر أو تمام نضج الثمرة تقل الرطوبة فيها وتزداد نسبة السكريات، ولذلك يكون أكل التمر في هذه المرحلة مناسبًا للأجواء الباردة بسبب كثرة السعرات الحرارية فيه وغير مناسب للأجواء الحارة.
الرطب هو الثمرة الطازجة، أما التمر فهو الثمر تام النضج أو الجاف أو المحفوظ كاملًا بطرق الحفظ المعروفة، ولكل نوع فوائده واستخداماته ووقته، فالرطب الطازج أفضل من حيث احتوائه على العناصر الغذائية، إذ يفقد التمر بعض العناصر الغذائية مع التخزين وطرق التصنيع، بينما التمر يحتوي على نسبة أكبر بكثير من الكربوهيدرات والألياف، فهو يناسب من يحتاج لسعرات أكثر أو طاقة أكثر.
والرطب أقل في السعرات الحرارية من التمر فمثلًا (100 جرام) من التمر يحتوي 284 سعرة بينما يحتوي الرطب على 124 سعرة، وتحتوي الحصة الغذائية من الرطب على 2.8 جم من البروتين و1 جم زيوت و37 جم كربوهيدرات، بينما يحتوي التمر على 1.8 جم بروتين و0.6 زيوت و76 جم كربوهيدرات و5 جم ألياف، وتلك الألياف تساعد كثيرًا على الهضم وضبط نسبة السكر في الدم وتقليل الكوليسترول قليل الكثافة.
وكذا من ناحية العناصر الغذائية الصغرى، فالتمر يحتوي على نسبة أعلى من الكالسيوم (84 ملجم في الحصة الواحدة) والحديد (8 ملجم) مقارنة بالرطب الذي يحتوي على (34 ملجم) من الكالسيوم، و(6 ملجم) من الحديد، ولكن الرطب يحتوي على فيتامين (ج) الذي لا يوجد بالتمر تمامًا حيث يفقد بفعل عمليات الحفظ، وأخيرًا؛ الرطب أفضل لمرضى القلب والشرايين وارتفاع ضغط الدم لاحتوائه على تركيبة غذائية مناسبة لهم مع قلة الصوديوم.
قديمًا كانت أنواع الصفري والخضري والمسكاني والخصاب من أفضل الأنواع، بل من يكون لديه السلج ونبوت سيف كمن يملك أندر أنواع التمور، والآن اختفت أغلب تلك الأنواع، بينما حافظ الصقعي مثلًا على مكانته؛ نظرًا لتميزه في الطعم وسهولة الحفظ.
وظهرت أنواع السلطان والهلالي ونبتة علي والبرحي والسكري والخلاص والشيشي والرزيز والمجدول والروثان والقطارة وغيرها من الأنواع فغطت على أغلب الأنواع الأخرى المشهورة في قديم الزمان، وعالميًا تشتهر (دقلة نور) (المجدولة) وتنتشر في أمريكا وأوروبا بنفس الاسم.
وفي المملكة تزرع أنواع كثيرة وتشتهر بعض الأنواع في بعض المناطق أكثر من غيرها، فمثلًا اشتهر السكري والصقعي و"نبتة علي" في القصيم، واشتهرت المدينة بالعجوة والعنبرة والبرني والروثان، وفي الأحساء يشتهر الخلاص والرزيز والشيشي، ويشتهر في الخرج والمناطق المجاورة الخشرم والصقعي والخلاص والخضري والصفري ونبوت سيف، وفي بيشة الصفري، وفي حائل الصفراء لها شهرتها المعروفة، وفي إقليم الوشم اشتهر الخلاص والخضري والصقعي والبرحي والدخيني.
ويختلف التركيب الكيميائي لنفس النوع من منطقة لأخرى، فمثلًا خلاص الخرج مختلف عن خلاص الأحساء وكذا خلاص أشيقر وشقراء يختلف عنهما، كما أن هناك أنواعًا أخرى عُرِفت واشتهرت مؤخرًا على مستوى المملكة بحكم ترابط مدن وقرى المملكة وزيادة اهتمام الناس بالتمور وتحسينها والعناية بها.