"الشريف" للهيئات والجمعيات: أخرجوا المثقف من عزلته للاستمتاع بإنتاجه والتكيُّف مع مجتمعه

دعا الجهات الثقافية إلى السماح للأفكار الإبداعية بالعبور والمشاركة لتحقيق رؤية 2030
معتوق الشريف
معتوق الشريف

دعا الباحث الأنثروبولوجي، الدكتور معتوق الشريف، المثقفين إلى المساهمة في الفعل الثقافي من خلال الانضمام للهيئات والجمعيات المتخصصة، كما دعا الجهات الثقافية إلى عدم الانكفاء على الذات، والسماح للأفكار الثقافية الإبداعية بالعبور والمشاركة؛ لتحقيق رؤية السعودية 2030م.

وفي التفاصل، قال "الشريف": "إن الجهد الفردي قاصرٌ عن خلق الثقافة إذا اكتفى به صاحبه على نفسه؛ فالثقافة معناها الكامل يتحقق عندما تحقق عنصر المشاركة". وأضاف: "المثقف والأديب الذي يحبس نفسه في مكتبه، أو العالِم الذي يبقى حبيس مختبره، والفنان الذي يحبس نفسه في مشغله، ولم ينهضوا بأي رسالة، فرسائلهم الثقافية عقيمة، لا أثر لها".

وبيَّن الدكتور الشريف صاحب مشروع "منهج معتوق لقيادة التعليم" أن وظيفة الفرد الثقافية هي إنتاج الشخصية الثقافية للذات، بما يساعده على التكيف مع مجتمعه، وإقامة علاقات اجتماعية طيبة مع أفراده، لكن في عالم اللاحدود الذي نعيشه اليوم لم تعد فيه المعلومة، التي تعد رأس مال المثقف سابقًا، حكرًا عليه أو على طبقة معينة؛ لذا أصبح دور المثقف لا حدود له. ومن هنا أصبح على الجهات الثقافية إخراج المثقف من عزلته الفكرية الثقافية المتقوقعة؛ لبرمجة طريقة تفكيره؛ للاستمتاع بإنتاجه الثقافي الإنساني وفق ثنائية الثقافة العالمة والثقافة الشعبية التي ساهمت فيما مضى في قيام النهضة الاقتصادية المعاصرة في العالم؛ وهو ما أكسب الثقافة العالمة مكانة مرموقة في مدرج المعرفة الإنسانية.

وأشار إلى أن الاتجاه خارج الذات يعتبر عنصرًا رئيسيًّا في الثقافة، ولا ثقافة فردية يمكن استثمارها إيجابيًّا إلا من خلال الانفتاح على العالم، وهذا الانفتاح هو الذي يحقق التكامل الإنساني.

وقال: "المثقف عليه إفراغ مخزون الثقافة والمعرفة التي يحملها؛ لينتفع بها مجتمعه؛ لتحقيق ما يسمى (المركب الثقافي) الذي هو مجموعة عناصر ثقافية، يرتبط بعضها ببعض ارتباطًا وظيفيًّا لتحقيق مشهد ثقافي محقق للطموح، ويُعبِّر عن مدى تطور الإنسان وتحضره".

وأضاف: "من وظائف الثقافة الاجتماعية وظيفة المحافظة على المجتمع، وضمان استمراريته وتطوره؛ إذ إن من المعلوم أنه لا مجتمع دون ثقافة، ولا ثقافة دون مجتمع. كما أن استمرار الحياة في المجتمع هو استمرار لتكيف الفرد مع بيئته الخاصة، وبخاصة الثقافية منها. أما الوظيفة النفسية فهي الوظيفة التي تكسب المثقفين أنماط وأساليب التفكير والمعرفة، وقنوات التعبير عن إبداعاتهم وعواطفهم وأحاسيسهم، ووسائل إشباع حاجاتهم الفسيولوجية والبيولوجية والروحية، ومساعدتهم على التكيف مع الثقافة، واكتسابهم هويتهم الاجتماعية الثقافية".

وأردف: "ما يميز الثقافة هو النمو والتغير والتحول والانتشار والتطور.. على أساس أن المجتمعات البشرية خاضعة للتطور المستمر، والنمو الديناميكي الفاعل؛ لذلك فالثقافة بدورها تتغير مع تغير المجتمع، وقد تذبل وتضمحل متى تعمق الانفصال بين أقطابها".

وأشار في الختام إلى أهمية إعادة التفكير في آلية إدارة مؤسسات الثقافة؛ بما يحقق الشراكة الثقافية، ويتواكب مع التطلعات المحلية والعالمية، ويحقق الرؤى والأهداف المستقبلية.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org