أخذت الأزهار البيضاء هذه الأيام بالتغلغل بين الطبيعة الخضراء في جبال منطقة الباحة، في ظاهرة طبيعية موسمية يربطها أهالي المنطقة بموسم طلائع أزهار أشجار اللوز، التي تنتشر في سفوح جبال الباحة لتتزين باللون الأبيض مع أواخر فصل الشتاء من كل عام.
وتتميز شجرة اللوز بتحملها لمختلف الظروف المناخية وقلة استهلاكها للمياه، حيث ترتوي بقدرة الله عز وجل دون أي تدخل بشري، كون موسم إنتاجها يرتبط دائماً بقرب نهاية فصل الشتاء الذي يشتهر بغزارة المطر، كما أثبتت الأبحاث الزراعية قدرة هذه الشجرة على تحمل الجفاف.
وتُنتج شجرة اللوز الواحدة ما يقرب من 5 إلى 6 كيلو جرامات في الموسم الواحد، وتتفاوت أسعار كيس اللوز في بداية الموسم عن وسطه وآخره، حيث تبدأ الأسعار في أول الموسم بالارتفاع ثم تنخفض في وسطه ثم تعود مرة أخرى للارتفاع في نهايته، فبعد أن يأخذ اللوز شكله الآخر والنهائي عند قرب انتهاء الموسم ويصبح "اللباب" الذي يُشبه بذرة خشبية المائل لونه للبني الفاتح، يتراوح سعره المجفف مع القشر ما بين 70 إلى 100 ريال.
وأشار صالح بن سعيد عون أحد المزارعين، إلى أن زراعة شجرة اللوز من أولى مراحلها إلى موعد جني ثمارها، تبدأ مع بداية فصل الربيع، المعروف لدى مزارعي اللوز بموسم الإزهار، بعد أن يتوقفوا عن السقي في فصل الشتاء تدريجياً، وهو الموسم الذي يشاهد فيه زائر هذه المزارع عمليات الإزهار في شتى مناحي أشجار اللوز تتوحش باللون الأبيض، وتتغير الألوان يوماً بعد آخر وبشكل تدريجي وصولاً إلى اللون الأخضر، وتنتهي باللون الرمادي في مدة تقارب ستة أشهر.
وأكد مدير إدارة الزراعة بمنطقة الباحة المهندس سعيد بن مسفر المداني، أن شجرة اللوز تنشر زراعتها في جبال السروات بمنطقة الباحة، بالإضافة إلى محافظة بلجرشي، والمندق، وبني حسن، والقرى، وتُعد ضمن المناطق الجبلية في المدرجات الزراعية وهو من المحاصيل البديلة حيث يطلق على زراعته بالبدائل الموازية وتقدر مساحته بـ67 هكتاراً ومتوسط إنتاجية الثمار الخضراء طن لكل 3,6 هكتارات.
ونوه بأن فرع وزارة البيئة والمياه والزراعة بمنطقة الباحة أسهم في زيادة زراعة هذه الأشجار بطرح فرصتين استثماريتين بمسمى مدينة اللوز بمساحة تتجاوز مليوناً ونصف متر مربع، كما عملت على رفع المستوى المعرفي للمزارعين من خلال إقامة ورش العمل وتنمية واستدامة هذه الأشجار من خلال برامج الدعم المقدمة للمزارعين من خلال برنامج ريف، وبرنامج الزراعة العضوية.