مختص : اليوم العالمي لالتهاب المفاصل يحمل في جوهره دعوة للتفاؤل والإصرار، ورسالة لكل مريض

قال أن الشفاء من "التهاب المفاصل" يبدأ بالتفاؤل والدعاء
مختص : اليوم العالمي لالتهاب المفاصل يحمل في جوهره دعوة للتفاؤل والإصرار، ورسالة لكل مريض
تم النشر في

أوضح طبيب الروماتيزم وهشاشة العظام الدكتور ضياء حسين ، أن اليوم العالمي لالتهاب المفاصل" والمقام تحت شعار ملهم “حقق أحلامك”

والذي أحتفل به العالم أمس الأحد يحمل في جوهره دعوة للتفاؤل والإصرار، ورسالة لكل مريض بأن الألم لا يعني النهاية، بل بداية جديدة نحو حياة أكثر وعيا وصحة وسعادة حيث تتجدد رسائل الأمل للمصابين بهذا المرض المزمن بأن الطريق نحو الأحلام لا تعيقه التحديات الصحية.

مشيراً أن على المرضى زرع التفاؤل واستحضار الأمل في رحمة الله وقدرته على الشفاء، فالتفاؤل طاقة إيمانية قبل أن يكون حالة نفسية ، إذ أجمع علماء النفس والشريعة على أن الأمل والثقة بالله يمنح المريض سكينة داخلية واستقرارا نفسيا، ينعكسان إيجابا على حالة المريض الصحية ويسهمان في تسريع تعافيه، فالإيمان بالشفاء نصف العلاج، والنصف الآخر هو الصبر وحسن الظن بالله.

وقال "ضياء" إن هناك قصص عديدة جمعت بين الإيمان والعلم، تتردد على ألسنة الأطباء المتخصصين في أمراض السكري والضغط والسرطان وهي قصص تبعث الأمل وتؤكد أن الشفاء ممكن بإذن الله ، فقد رصدت حالات تعافت تماما من هذه الأمراض المزمنة، وتوقفت عن تناول الأدوية بإشراف أطبائها الذين أيقنوا بصدق ما بشّر به النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: ما أنزل الله من داء إلا أنزل له شفاء، علمه من علمه وجهله من جهله ، ولم يقف هذا الأمل عند حدود أمراض السكري والضغط والسرطان، بل امتد ليشمل الأمراض المناعية الأخرى مثل أمراض الروماتيزم والتهابات المفاصل، إذ شهد الطب تجارب واقعية لمرضى تعافوا تدريجيا حتى استغنوا نهائيًا عن الأدوية فقد كتب الله لهم الشفاء التام ، وبقي بعضهم لأكثر من خمس سنوات دون أن تعاودهم أعراض المرض.

ولفت "ضياء" إلى أن للشفاء وجوها متعددة ومسارات مختلفة، ولكل منها قصته الخاصة مع الأمل والصبر ، فمنها مرحلة الهدوء، وهي حين يستجيب الجسم للعلاج، فيتوقف نشاط المرض وتختفي الأعراض، لتعود وظائف الجسم إلى طبيعتها لسنوات طويلة، شرط الاستمرار على الأدوية المقررة والالتزام بتعليمات الطبيب ، وهناك الشفاء التلقائي الذي يحدث أحيانا في المراحل المبكرة من المرض، فيختفي الداء من تلقاء نفسه دون الحاجة إلى دواء، وكأن الجسد استعاد توازنه الداخلي بقدرة الله تعالى ، أما النوع الذي أود التركيز عليه فهو الشفاء المستدام، وهو أسمى أنواع الشفاء، إذ يستطيع المريض فيه أن يحقق تحسنا دائمًا حتى بعد التوقف عن بعض الأدوية، لتعود وظائف الجسم إلى طبيعتها بالكامل ، لكن هذا النوع من الشفاء لا يتحقق إلا عبر النهج العلاجي الشمولي، الذي يجمع بين العلاج الدوائي ونمط الحياة الصحي، ويتضمن الالتزام بنظام غذائي متوازن على طراز البحر الأبيض المتوسط ، كما توصي الجمعيات الطبية المتخصصة، والاستقرار العاطفي والابتعاد عن التوتر والانفعال ، والحرص على القيلولة والنوم المبكر والعميق، وممارسة التمارين الرياضية المنتظمة التي تقوي المفاصل والعضلات وتحافظ على الوزن المثالي ، وبذلك يتكامل الجسد والنفس والعقل في رحلة نحو شفاء حقيقي مستدام، عنوانه الإيمان، والانضباط، والتوازن.

وتابع إن دعاء المريض لله سبحانه وتعالى له أهمية خاصة ومكانة عظيمة، إذ يجمع بين الجانب الروحي والغيبي في أسمى صورهما ، فحين يشتد الألم وتضيق الحيلة، لا يجد المريض ملجأ أصدق ولا بابا أوسع من باب السماء ، وهناك في لحظات الصفاء والخشوع يناجي ربه بقلب خاشع موقن بأن الشفاء بيده وحده، وأن ما قدره الله له هو الخير وإن تأخر في نظر البشر ، فشعور المريض الروحاني عند مخاطبته لله يمنحه طمأنينة عميقة وأملا لا ينطفئ، فهو يستمد قوته من يقينه بأن الدعاء قادر على أن يغيّر مجرى القدر بإذن الله، وأن الله يسمع أنين قلبه قبل أن تنطق به شفتاه ، ومن هذا الباب الغيبي الرحب، تتنزل رحمة الله وتتهيأ أسباب الشفاء بطرق قد لا يتوقعها أحد، فيلمس المريض أثر الدعاء في راحته النفسية واستجابته للعلاج، بل وحتى في إشراق وجهه وصبره الجميل.

وقال إن التهاب المفاصل هو مجموعة من الأمراض التي تسبب التهابات في المفاصل، مما يؤدي إلى ألم وتورم وتيبس وصعوبة في الحركة ، وقد يصيب مفصلا واحداً أو عدة مفاصل، وتختلف أسبابه بين التآكل مع التقدم في العمر، أو اضطرابات مناعية يهاجم فيها الجسم أنسجته بنفسه، أو بسبب عدوى أو إصابة ، ويعد من أكثر الأمراض المزمنة انتشارا ، وقد يؤثر على القدرة على ممارسة الأنشطة اليومية إن لم يُعالج بشكل مبكر.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org