في إطار فعاليات معرض عالم التمور 2024، الذي يُقام في واجهة الرياض للمعارض والمؤتمرات، يستقطب متحف عالم التمور اهتمام الزوار من مختلف الفئات؛ ليأخذهم في رحلة زمنية، تمتد لأكثر من ألف عام.
المتحف الذي يُعد أحد أبرز مكونات المعرض يُسلِّط الضوء على العلاقة الوثيقة بين التمور والنخيل في التاريخ والثقافة العربية.
ويعرض المتحف مجموعة من المخطوطات التراثية والأدوات الزراعية القديمة، التي تبرز دور التمور والنخيل في تشكيل الهوية الثقافية والاجتماعية للجزيرة العربية.
ومن بين المعروضات اللافتة للنظر أدوات تقليدية، كانت تُستخدم في زراعة النخيل وجني التمور، إضافة إلى وثائق أدبية ونصوص تاريخية، تذكر النخيل كرمز للكرم والرخاء في التراث العربي.
ويتضمن المتحف عروضًا مرئية، ومجسمات تفاعلية، تروي قصة النخيل والتمور عبر العصور.
ومن خلال شاشات عرض كبيرة، ومقاطع فيديو، يمكن للزوار استكشاف مراحل تطور زراعة النخيل في المملكة، بداية من الأساليب التقليدية وصولاً إلى التقنيات الحديثة المستخدمة في الزراعة الذكية.
كما يبرز المتحف أهمية التمور في الأدب العربي؛ إذ تم توثيقها كجزء من الحياة اليومية والأمثال الشعبية التي تمجِّد دور النخيل في توفير الغذاء والظل؛ ما يُعزِّز ارتباطها العاطفي والثقافي بالمجتمعات المحلية.
ويُقدِّم المتحف تجربة تفاعلية مميزة؛ إذ يمكن للزوار الاطلاع على أنواع التمور المختلفة التي اشتُهرت بها مناطق المملكة، مثل السكري من القصيم، والخلاص من الأحساء، والعجوة من المدينة المنورة.
ويتمتع الزوار أيضًا بفرصة لمشاهدة عملية التوثيق لمراحل تخزين التمور عبر العصور، وكيفية تحوُّلها إلى منتج اقتصادي استراتيجي.
وإلى جانب الماضي يعكس المتحف رؤية المملكة نحو تطوير قطاع التمور؛ إذ يعرض تطور الصناعات التحويلية، مثل إنتاج العصائر، المخبوزات والمشروبات المبتكرة، مثل مشروب كولا بسكر التمر.
هذه المبادرات تبرز أهمية التمور كمحرك اقتصادي، يدعم رؤية السعودية 2030 لتنويع الاقتصاد الوطني.
وختامًا، يُعدُّ متحف عالم التمور محطة أساسية لكل زائر يسعى لفهم الأبعاد الثقافية والاقتصادية للتمور، مع إحياء تاريخ يمتد لألف عام من العلاقة الوثيقة بين الإنسان والنخيل.
إنها تجربة لا تُفوَّت، تدمج بين التعلم والاستمتاع في قلب العاصمة الرياض.