لكل من تجري في عروقه الدماء العربية النقية الأصيلة، دماء من يميزهم عن غيرهم فضلان فقط أكرمهم الله بهما؛ الأول: أن المصطفى ﷺ منهم. والثاني: أنهم أول من حمل راية التوحيد معه وقاموا بنشرها.
لكل من يحترق قلبه على سبية الفرس قطر، ولكل من يقرأ مقالتي وهو الآن يحاول تشتيت فكره لكي يخرج من دائرة الصدق المنجي المخالف لما تريده نفسه، والهبوط على دائرة الزيف المحفوفة بشهوات نفسه اللحظية، يا من تخالفني أرعني سمعك وذهنك لحظات فقط؛ لأن ما ستقرؤه الآن سيستقر في قلبك ولكن كبرياء النفس الذي أخرج إبليس من الجنة سوف يكون عائقاً أمامك لكي يردعك عن تصديق ما ستقرؤه.
سنبدأ يا إخوتي من حديث المصطفى الذي لا ينطق عن الهوى فقد قال ﷺ: "إن يد الله مع الجماعة، ومن شذ شذ في النار". والحديث الآخر هو أن النبي ﷺ قال: "إن الله قد أجار أمتي من أن تجتمع على ضلالة".
والآن يا من تخالفني: أين أنت من هذه الأحاديث العظيمة الواردة عن المصطفى ﷺ؟ إنك يا من تقرأ الآن تعلم وتوْقِنُ أن الجماعة ليست هي إيران المعممة ولا تركيا العلمانية ولا قطر السبية.
يا إخواني في قطر، والله إننا لا نرى موقف النظام القطري الآن إلا مثلما كنتم ترون موقف حسن نصر اللات في أحداث القصير، أو بشار وما كان يفعله بالإخوة في سوريا إلى وقتنا الحالي. والذي نفسي بيده، إنكم الآن أنتم وبشار وحسن نصر اللات في خندق واحد وهو الخندق الإيراني. اللهم إن ما يفرقكم عن بعضكم هو المهام الموزعة عليكم من قبل إيران؛ فبشار وحسن نصر اللات تبعيتهم لإيران بالسلاح، والنظام القطري تبعيته بالأفواه والمال، ونخشى أن تكون بالسلاح قريباً ضد الأمة.
جميع ما سلف كان جزءًا مما يحصل خارج قطر، أما على الصعيد الداخلي فجميعنا يعلم أنه قد هجر 2.5% من سكان قطر من قبيلة الغفران بدون وجه حق. جميعكم يعلم أن معظم القائمين بمحاولة رد الشرعية للشيخ خليفة عام ٩٦ متواجدون في قطر.
كثير منا يعلم الأشخاص الذين خذلوا الغفران وكيف أنهم تجرعوا الآن من نفس الكأس الذي سكبه النظام القطري في أفواهنا ظلماً وبهتانًا؛ لذلك: نصيحة لإخواني وأخواتي في قطر إن قضية الغفران هي مظلمة للآلاف من الأطفال والنساء والشيوخ والمعاقين والمرضى، لذلك احذر... وإن كان دعاء المظلوم ليس بينه وبين الله حجاب فما ظنك بآلاف المظلومين؟!
في الختام، الشريف يفضل النوم تحت ظل خيمة بكرامة، ولا النوم في قصور فارهة بذلٍّ. والعاقل دائماً يُساير رأي الأغلبية للحفاظ على الجماعة، وأما الجاهل فدائمًا ما يمشي برأيه بداعي الزعامة؛ لذلك لا تكن ذليلًا جاهلًا وكن شريفاً عاقلًا.