تلعب المملكة دوراً مهماً انطلاقا من رسالة السلام وتقريب وجهات النظر التي تتبناها في تعاملها مع كثيرٍ من الملفات الساخنة والمعقدة بالمنطقة، فلم تصمت يوماً تجاه الحروب والانقسامات؛ بل تسارع لإعلان وجهة نظرها؛ للحد من الصراعات ووقف نزيف الدم، مع تسيير قوافل الغذاء والدواء وكل أشكال المساعدات الإنسانية.
وهذا بلا شك يعكس مكانة المملكة على المسرحين الإقليمي والدولي، ومدى تأثير دورها في تغليب الحلول السياسية وترجيحها لتجنيب الدول والشعوب مغبة الصراع العسكري، فمَن يتابع كثيراً من القضايا يجد أن للسعودية اليد الطولى والحانية.
وتترجم زيارة الرئيس الأوكراني هذا الدور الذي تلعبه المملكة مستفيدة من علاقاتها الجيدة مع طرفَي النزاع لتحرز تقدماً ملحوظاً لحلحلة الأزمة، وتواصلت مع الدولتين فور اندلاع الشرارة الأولى بما يفتح ويُمهّد طريق الحلول الدبلوماسية وإيقاف آلة الحرب.
وحرص سمو ولي العهد -حفظه الله- على تبني المبادرات الإنسانية الرامية لتخفيف التداعيات والآثار الإنسانية والأمنية للأزمة، حتى نجحت الوساطة التي قادها سموه -أيّده الله- في إطلاق سراح ١٠ أسرى من مواطني عددٍ من الدول.
إزاء هذا لم تتوقف المملكة من إجراء الاتصالات والمباحثات وتفعيل القنوات الرسمية، فكان الهدف حماية المدنيين والأبرياء، فسلكت طريقاً واحداً واضحاً من الأزمة الأوكرانية، وهو الجلوس على طاولة الحوار، استناداً إلى مواثيق الأمم المتحدة ومبادئ القانون الدولي.
وأكّدت دعمها لهذه المساعي المؤثرة من خلال لغة الحوار، بما يضمن إعادة الأمن والاستقرار وحماية الأبرياء آثار الحرب، أيضاً الحفاظ على أمن الطاقة والغذاء وسلاسل الإمداد والتوريد.