من صعيد عرفات، يواصل حجاج صندوق الشهداء والمصابين والأسرى والمفقودين شعائر الحج لاستلهام القيم الروحانية والتجرد من كل ما يعكر نقاء طويّتهم، حيث ينغمسون في أدعيتهم ويدنون من ذواتهم؛ ليتلمّسوا متطلباتها الروحية، في وقت تتسابق فيه الأكف إلى السماء، مؤملة أن تعود ملأى بفضل من الله ورضوان.
وتقاسمت الأدعية والأذكار وقراءة القرآن أوقات الحجاج في أرض عرفات، حيث تظللهم نسائم الرحمات، في مشهد مهيب تكتمل فيه أمانيهم بتحقيق ركن الحج الأعظم، بعد تطبيقهم سنة نبيهم صلى الله عليه وسلم بصلاة الظهر والعصر جمعًا بأذان واحد وإقامتين، والإكثار من الذكر والإلحاح في الدعاء.
ومع غروب شمس عرفات يفيض الحجاج إلى مزدلفة، وهي المشعر الحرام الذي يتهيؤون فيه للانتقال إلى مشعر منى ورمي جمرة العقبة صباح يوم الحج الأكبر استعدادًا للحلق أو التقصير والتحلل الأول، قبل طواف الإفاضة والسعي اللذين يكتمل بهما التحلل الأكبر، وتحقيق جميع أركان الحج غير طواف الوداع.
وخلال بقائهم في عرفات، شهد حجاج حملة صندوق الشهداء والمصابين والأسرى والمفقودين مجموعة من الخدمات المتكاملة في شتى المجالات، والتي أسهمت في تيسير نسكهم وتفرغهم للعبادة طوال اليوم.
ويقدم الصندوق خلال موسم حج هذا العام خدمات إنسانية يعود أجرها للشهداء والمصابين والأسرى والمفقودين؛ من أبرزها توزيع عبوات المياه، والوجبات الجافة، كما يقدم ألف أضحية للمستفيدين الذين لا يستطيعون تنفيذ أضاحيهم لعجز مادي أو بدني.