برغم وعود أمانة المنطقة الشرقية لحل أزمة المواقف الذكية وتفاعلها مع شكاوى المواطنين؛ مشيرة إلى أنها غير راضية تمامًا عن الوضع، خاصة وأن الأهداف المستقبلية التي يسعى لها المشروع تتضمن: رفع جودة الحياة في المنطقة، وأن تكون المنطقة الشرقية من أفضل المدن الذكية، والوصول إلى المخرجات الفاعلة؛ إلا أن مشاكل وأزمة المواقف الذكية لا تزال تخلق عددًا من المشاكل لقائدي المركبات خاصة كبار السن الذي يخرجون من أي محل ولا يجدون سياراتهم، فيتبادر للذهن أنها سُرقت؛ ولكن في الحقيقة أن "ذكية" قام بسحبها دون تردد أو تأخر.
المواطن ياسر السيف أحد ضحايا المواقف الذكية، قال لـ"سبق": "كنت في حي الخبر الشمالية، وبالتحديد في شارع السويكت، وبعد توقفي أمام أحد المحلات اتجهت نحو ماكينة الدفع لدفع أجرة الموقف (العملة المعدنية)؛ ولكن تفاجأت بأن الماكينة لا تعمل وهي عطلانة، وبعد دخولي للمحل بنحو 20 دقيقة حضرت سيارة "ذكي" وتفاجأت بأنهم توقفوا أمام سيارتي وتم تصويرها من قِبَل موظف "ذكي"؛ فيما قام سائق السيارة (السطحة) بأخذ موضع سحبها، فأخبرتهم أنها سيارتي فلماذا يريدون سحبها، ولكنهم لم يردوا عليّ؛ فأخبرتهم بأن الماكينة "ذكي" عطلانة وهي لا تعمل، وأنني في الأساس لا أملك أي مخالفة فلماذا لا تعطوني مخالفة بدلًا من السحب، وكررت عليهم ذلك؛ فذهب معي الموظف إلى الماكينة أمام سوق بنده، واتضح له أنها لا تعمل، فقال استخدم التطبيق؛ فأخبرته أيضًا أن التطبيق لم يحمل معي".
وأضاف: كررت عليه السؤال لماذا تريد سحب سيارتي وأنا لا أملك أي مخالفة وهناك تصاريح سابقة من أمين المنطقة الشرقية بأنه لا يتم سحب أي سيارة؛ فردّ عليّ الموظف أن هذه تعليمات جديدة، وأننا نقوم بسحب السيارة من أول مخالفة، فأخبرته أنني أعلم أن هناك تعليمات مشددة، وقمت بإطلاعه على تصريح للمتحدث الإعلامي السابق بتوجيه جميع الشركات المشغلة للمواقف الذكية بعدم سحب المركبات المخالفة والاكتفاء بتحرير المخالفة وفق الأنظمة والتعليمات؛ فكرر عليّ الموظف أمام زملائه بأن هناك تعليمات جديدة من إدارة الشركة تنص على سحب أي سيارة لا يوجد فيها بطاقة وقوف.
"أمانة الشرقية" أكدت في تصريح سابق أنها تعمل على عدة حلول للملاحظات؛ وذلك من خلال وضع حلول عاجلة للدفع الإلكتروني وتوزيع نقاط البيع لأجهزة ذكي قبل انتهاء عام 2022م، عن طريق التطبيق Apple Pay والتدريب والتأهيل لمنسوبي الشركة؛ بهدف تحسين تجربة المستفيد، والعمل بمفهوم خدمة المستخدمين ورضاهم، ومرونة منح الفرص قبل فرض الغرامات وحجز المركبات المخالفة؛ إلا أن هذه المشاكل لا تزال حتى عام 2024 فمن المسؤول عن ذلك؟ ومن يوقف مشاكل وأزمة هذه المواقف المسماة بالمواقف الذكية؟ ولماذا لا يتم الاكتفاء بالمخالفة مثلها مثل المخالفات المرورية -حتى لو عدة مرات- وربطها بـ"أبشر" أو بأي برنامج آخر وعدم سحب السيارة، فهناك كبار سن وأسر يتعرضون لمواقف محرجة وربما أزمات صحية ولا يجدون مركباتهم عند الحاجة.
يُذكر أن نسبة كبيرة من العاملين في هذه الشركة وتحديدًا من يقوم بتحرير المخالفات وسحب السيارات؛ هم من جنسيات غير سعودية؛ فلماذا لا يُنظر إلى تشغيل السعوديين في هذا المجال؟ وما هي معايير اختيار هذه الوظائف في هذه الشركة؟