نظمت مكتبة الملك عبدالعزيز العامة، مساء أمس، ندوة افتراضية بعنوان "المملكة العربية السعودية وجمهورية الصين الشعبية .. تاريخ حافل وآفاق مستقبلية مشرقة" برعاية الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان وزير الثقافة، ومشاركة نائب وزير الثقافة حامد بن محمد فايز، المشرف العام على المكتبة فيصل بن معمر، والسفير الصيني لدى المملكة تشن وي تشينغ، والدكتور صالح المانع.
وتناولت الندوة التي أدارها الدكتور عبدالله الوشمي، البُعد التاريخي للعلاقات السعودية - الصينية والشراكات الثقافية التي تحققت في هذا الاتجاه، بمناسبة مرور 30 عاماً على العلاقات الدبلوماسية السعودية - الصينية.
وألقى "فايز" كلمة خلال الندوة أكد فيها أهمية العلاقات بين البلدين وعمقها التاريخي، مشيراً إلى أن العلاقات "بدأت منذ القدم عبر طريق الحرير الذي أسس في القرن الثاني قبل الميلاد"، منوهاً بعمق التبادل الثقافي بين الحضارتين العريقتين العربية والصينية الذي تعزز بشكل أكبر مع "رؤية المملكة 2030" و"مبادرة الحزام والطريق" الصينية.
ووصف الرؤية المستقبلية بالديناميكية والخلاقة لأنها نابعة من قراءة عميقة للتاريخ ونظرة استشرافية طموحة للمستقبل من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع.
وقال نائب وزير الثقافة: هذه الرؤية التحويلية بمحاورها الثلاثة: المجتمع الحيوي، الاقتصاد المزدهر، والوطن الطموح، تؤسـس لثلاثية المملكة بوصفها العمق العربي / الإسلامي، والقوة الاستثمارية الرائدة، ومحور ربط القارات الثلاث.
وانطلاقاً من روح الانفتاح في هذه الرؤية، تمد المملكة يدها لشراكات إستراتيجية جديدة بما يعود بالخير والنماء، والسلام والاستقرار، على شعوب العالم أجمع.
وأكد أن رؤية المملكة 2030 ألهمت وزارة الثقافة تشكيــل ثلاثية خاصة بها تعبر عن التطلعات الرئيسة لرؤية الوزارة وتوجهاتها؛ لتغدو الثقافة نمط حياة للأفراد، ورافداً أساسياً للنمو الاقتصادي، ومجالاً واسعاً لإثراء الحوار الثقافي الدولي".
واستعرض محطات مهمة في العلاقات الثقافية بين المملكة والصين انطلاقاً من "ورقة سياسة الصين تجاه العالم العربي" التي أُطلقت في يناير من عام 2016، والاتفاق على تأسيس "شراكة إستراتيجية شاملة" بين البلدين عام 2016م، ثم الإعلان عن إنشاء اللجنة المشتركة رفيعة المستوى بين الجانبين بعد إطلاق الرؤية التي تتفرع منها مجموعة من الهيئات لرسم إستراتيجيات التعاون في مجالات متعددة، من أهمها المجال الثقافي.
وتطرق إلى أهمية زيارة خادم الحرمين الشريفين إلى الصين في شهر مارس عام 2017 وتأثيرها إذ شهدت تدشين فرع مكتبة الملك عبدالعزيز العامة في جامعة بكين العريقة التي عملت على إمداد الصين بثلاثة ملايين كتاب ومخطوط، وأسهمت في تنشيط حركة البحث العلمي حول الثقافة العربية.
ووصف نائب وزير الثقافة "جائزةَ الأمير محمد بن سلمان للتعاون الثقافي بين المملكة العربية السعودية وجمهورية الصين الشعبية" التي دشّنها وزير الثقافة خلال زيارته مكتبةَ الملك عبدالعزيز العامة بجامعة بكين في شهر فبراير من عام 2019، بالجائزة الرائدة التي تحتفي بالتأليف والبحث العلمي والفن والتأثير الثقافي والترجمة بين اللغتين العربية والصينية وتؤكد التزام المملكة بتطوير آفاق التعاون الثقافي مع الشعب الصيني الصديق".
وأوضح خلال الندوة التي تم بثها عبر الموقع الرسمي لمكتبة الملك عبدالعزيز العامة، أن وزارة الثقافة تسعى ضمن إستراتيجيتها الدولية إلى ترسيخ فكرة النفع المتبادل مع الشركاء الثقافيين حول العالم.
وقال: نهجنا الذي نعمل ضمنه دائماً هو نهج ذو اتجاهين؛ فنحن ننقل ثقافتنا للعالم ولكن أيضاً نستقبل ثقافات الآخرين ونتفاعل معها بثقة واحترام.. ولذلك استبشرنا بإدراج اللغة الصينية ضمن مناهج التعليم العام في المملكة بعد زيارة سمو ولي العهد، إلى بكين عام 2019، بوصفها خطوة مهمة في سبيل تعزيز التواصل الثقافي بين الشعبين الصديقين السعودي والصيني.