تعد "قرية لينة" التاريخية واحدةً من أهم الوجهات السياحية الساحرة في المملكة، حيث تزخر بإرثها التاريخي والحضاري، وهي من أقدم القرى شمال المملكة، وتحتضن عديداً من المواقع التاريخية المهمة.
ومن أبرز الشواهد التاريخية بلينة قصر المؤسّس الملك عبدالعزيز -رحمه الله- الذي أنشئ عام 1354هـ، بمساحة 4320م2، ليكون مقرًا للإمارة ولا يزال شامخًا بإطلالته وطرازه المعماري القديم، شاهدًا على تراث المنطقة قبل نحو تسعة عقود من الزمن، حيث يشكل إرثًا شامخًا وموقعًا للجذب السياحي والاستكشاف لما يحمله من تاريخ مجيد للإمارة، وارتباطه ذلك الوقت بإدارة حركة التنمية وشؤون المواطنين، وتدعيم الأمن؛ كون لينة تحمل تاريخًا عريقًا بوصفها ممرًا لقوافل الحج والتجارة وتمثيلها حاضرة للبوادي، لما يتوافر بها من مقومات الحياة في آبارها العامرة بالمياه العذبة ومكاناً للتجارة بين تجار العراق والجزيرة العربية، بالقرب من درب زبيدة الشهير.
وتتميّز لينة بوجود أقدم أسواق المنطقة وأكبر المراكز التجارية بالمملكة في منتصف القرن الماضي الذي أنشئ عام 1352هـ للتبادل التجاري، حيث يمتد على مساحة 5000م²، ويضم 80 محلاً تجاريًا، الذي يمثل مكانًا عريقًا وغنيًا بحكايات البوادي والقوافل والمسافرين والثقافات المتنوعة.
ويمرّ بمحاذاة لينة من جهة الغرب درب زبيدة الشهير الذي يمثّل قيمةً تاريخية كبيرة بوصفه طريقًا للحجاج والتجارة في عصور الإسلام القديمة، الممتدة من مدينة الكوفة في العراق مرورًا بشمال المملكة وصولًا إلى مكة المكرّمة، الذي ينتشر على طوله عديد من المواقع والمنشآت الأثرية من الآبار والبرك، فيما تُعد "زبالا" أكبر المواقع الأثرية الباقية على طريق الحج القديم في شمال المملكة -25 كلم جنوب رفحاء- حيث تحتوي على ثلاث برك مياه كبيرة الحجم بعضها باقية إلى الآن وبعضها قد اندثر، كما يوجد في قسمها الجنوبي بقايا حصن زبالا القديم، فيما تقع في الشمال منها برك عظيمة تتمثل بالجميمة والثليما والعمياء والظفيري وفي الجنوب أم العصافير والشيحيات، والحمراء، والعشار والعرايش وغيرها، حيث جرت إعادة ترميم وتأهيل بعضها وتجديد معالمها ومعالجتها في العهد السعودي، كإحياء لهذا الدرب العظيم، إضافة لوجود تعاون سعودي - عراقي لإدراج "درب زبيدة" على لائحة التراث العالمي في "اليونسكو"، كموقع تراث مشترك عابر للحدود.