أعادت إلى الأذهان قصة الطفل المغربي "ريان" الذي سقط عالقاً بعمق بئر ارتوازية؛ عشرات المآسي التي وقعت على مستوى العالم وكان ضحاياها أطفال ابتلعتهم هذه الثقوب المفتوحة والتي تُمثل مصائد تلتهم دون رحمة مَن يمر بها غافلاً ليودع الحياة.
فـ"ريان"، يعيش أقسى أيامه كل يوم يمر يقتل ذويه، سجين هذا البئر أمام مشهد كارثي خطف أنظار المجتمع العربي، فجهود إنقاذه تسير ببطء بين انجراف التربة وخطورة المجازفة بإخراجه سريعاً، فلا ذنب له بما حصل إلا أنه كان يسير ببراءة الطفولة لم يعلم أنه سيختنق وسط ترقب ودمعات والديه.
فالآبار المكشوفة لم يكُ موضوعاً جديداً على الساحة السعودية، فالقصص الكارثية مفزعة خطفت أنظار العالم وحبست الأنفاس حتى ودّع أبطالها الحياة، كضحايا إهمال أصحاب هذه الآبار ممن غادروها دون تحصين أو تسوير لضمان عدم سقوط المتنزهين وما سواهم.
الآبار الارتوازية تنتشر في المزارع القديمة المندثرة مع انحناء نخيلها وجفاف زرعها، وهذا يُشكل خطراً على حياة الناس، ويضاعف المسؤولية أمام الجهات المسؤولة لردم وطمر الآبار المهجورة ومعالجة أوضاعها باستجواب مُلّاك هذه المزارع ومحاسبتهم، حتى لا تصبح أفخاخاً خطيرةً تنتظر مرور الأطفال.
بحث سريع على محرّك "جوجل"، يُنبئك بحجم الكارثة، فعشرات الأخبار ومثلها البلاغات على مستوى المملكة تلقتها الأجهزة المنوط بها متابعة الآبار، فالأزمة مستمرة وبعض الجهات اكتفت بانتظار البلاغات دون جولات رقابية على المزارع المهجورة والمنسية، لذا فالمسارعة إلى الحلول مطلوبة حتى لا نشهد "رياناً" جديداً تخطفه البئر الموحشة بعمقها وظلامها والموت الذي يزور ضحاياها كل لحظة.