تربوي يكشف المشاكل المترتّبة على الاهتمام بالنمو التعليمي على حساب المهاري

حتى لا يتحوّل الطالب إلى "روبوت" يخزن المعلومات ويعيد تكرارها دون تفكير
عبدالحميد بن جابر الحمادي
عبدالحميد بن جابر الحمادي

هل يعقل أن يتخرج الطالب من المرحلة الثانوية وهو لم يتقن مهارات أساسية في رحلته التعليمية؟! هكذا كشف الكاتب التربوي عبدالحميد بن جابر الحمادي مشكلة الاهتمام بالنمو التعليمي على حساب النمو المهاري.

وتفصيلًا: يعتقد الكاتب "الحمادي" أن التعليم ليس هدفًا بذاته، ولكنه وسيلة يتوصل من خلالها الطالب لإتقان العمل، وتكثيف الجهود التعليمية والأكاديمية نحو المحتوى العلمي، سينعكس سلبًا على مخرجات التعليم على المدى البعيد، وهذا ما تسعى وزارة التعليم لمواجهته من خلال إدراج مقررات تعنى بالمهارات والقدرات، سواء من خلال مناهج مستقلّة أو تغذية المناهج بفقرات تحت مسمى: المهارات الحياتية.

وأوضح "الحمادي" في تصريحه لـ"سبق" أن الجهود المبذولة من قبل وزارة التعليم ينبغي أن تحظى باهتمام كبير داخل الصفوف الدراسية والقاعات الجامعية، وألا يتحول الطالب إلى جهاز آلي "روبوت" يقوم بتخزين المعلومات وإعادة تكرارها دون أي فلترة أو صياغة أو تفكير.

واستعرض الكاتب جملة من المهارات التي من الضروري تعليم الطالب وتدريبه عليها، وإلا ستذهب جهود الحكومة أدراج الرياح، كمهارة إعادة الصياغة فهناك فرق بين الطالب الذي حفظ المعلومة وبين من فهمها، وقياس ذلك يكون بقدرته على شرحها بأسلوبه وليس بحفظه، وهي من أنفس المهارات العلمية.

وأضاف: من المهارات المهملة ولا ندري أين سبب المشكلة، هو عزوف الطلاب عن مهارة الإلقاء والتحدث في الصف أو الإذاعة المدرسية، وبعد تخرج الطالب من الثانوية من غير أن تكون له ذكريات مع الإذاعة المدرسية، سيزيد من الفجوة بينه وبين هذه المهارة النبوية التي رافقت جميع الأنبياء في رحلاتهم الدعوية.

وعدّد الكاتب مجموعة من المهارات التي لا بد من تفعيلها في الأوساط التعليمية؛ كالانضباط والالتزام بالمهام، والتركيز العالي، وإتقان الواجبات والأنشطة، وحسن الاتصال بالآخرين، وحبّ المبادرة، والقيادة، والذكاء الذاتي بمعرفة القدرات والامتيازات الذاتية وكيفية توظيفها، والإيجابية في التفكير.

واختتم "الحمادي" حديثه بالقول: إن هذه المعالجة يمكن أن تكون بربط تعلم هذه المهارات، بساعات التطوع المقرّرة مؤخرًا، أو تكثيف البرامج التوعوية بتلك المهارات في الأوساط التعليمية، وتفعيل برامج التوجيه والإرشاد الطلابي.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org