رحلة الاجتهاد والعناية.. مزارعو نجران يتأهبون لحصاد كريم لـ 30 نوعاً من التمور

إنتاج سنوي بأكثر من ٥٠ طناً وما يقارب ٣٠ ألف نخلة.. علاقة تحفظ الهوية والثقافة
مزارع النخيل بنجران
مزارع النخيل بنجران

يسترعي نظر المُشاهد هذه الأيام على امتداد الرقعة الزراعية بمنطقة نجران، مزارع النخيل وهي تجسّد مشهداً جمالياً لمنظر عذوق التمر المتدلية من النخيل لتأذن بحصاد كريم لأجود أنواع التمور في المنطقة، مروراً برحلة حملت في مراحلها العناية والاجتهاد والمتابعة توّجتها علاقة حميمة بين المزارعين في نجران والنخيل.

وأسهمت تلك العلاقة في الحفاظ على الهوية والثقافة لفترة طويلة امتدت حتى هذا العصر الزاهر الذي كان القطاع الزراعي ضمن أولوياته، خصوصاً زراعة النخيل والعناية بها.

وتنتشر مزارع النخيل في منطقة نجران على امتداد وادي نجران من مركز الموفجة غربًا حتى محافظة خباش شرقًا، إلى جانب المحافظات الشمالية لمنطقة نجران مثل بدر الجنوب وحبونا وثار.

وعبّر المواطن صالح بلعيد، أحد ملاك مزارع النخيل بالمنطقة عن فرحته وهو يشاهد المحصول قائلاً: إن الموسم الحالي يُعد بحمد الله من أفضل المواسم، لافتاً إلى النخيل ليس بكثرة أعداده وإنما بجودة فسائله المزروعة، والعناية الجيدة من طرف المزارعين في كل مراحل زراعة النخيل، حتى بعد قطف المحصول، مشيراً إلى أن إنتاج نجران السنوي من التمور أكثر من ٥٠ طناً وما يقارب ٣٠ ألف نخلة.

من جانبه، أوضح المزارع علي مهدي، أن زراعة النخيل بالمنطقة ناجحة بامتياز حتى للأنواع التي أتت من خارج المنطقة، وذلك لتوافر التربة الخصبة والماء العذب والأجواء المعتدلة، مُبيناً أن العادة جرت في نجران قديماً أن يقوم الناس بإعداد "الرجيز"، وذلك عبر أربع مراحل، وهي: مرحلة الفرز والتصنيف، والتنظيف وإزالة الشوائب من التمور، وبعد ذلك مرحلة غسل التمور، وأخيراً مرحلة التعبئة في أدوات جلدية مُحكمة خصصت لذلك، ويتم بعد ذلك تناولها واكرام الضيف منها، كما يتم أيضاً إنتاج أفضل أنواع الدبس أيضاً.

وتنتج مزارع النخيل بمنطقة نجران والمحافظات التابعة لها، أكثر من 30 نوعاً من التمور منها البياض والمواكيل، والرطب.

وتزدهر حركة البيع والشراء في السوق المركزي للتمور بحي أبا السعود تزامناً مع إنتاج مزارع نجران هذه الأيام، حيث تتراوح أسعار تمر البياض بين ٥٠٠ و٣٥٠٠ ريال للكيس الواحد، ويتراوح سعر تمور المواكيل بين ٢٠٠ و١٠٠٠ ريال للكيس الواحد، ويبلغ سعر الرطب النجراني من 25 ريالاً إلى 60 للكرتون، فيما يتراوح سعر تمر البرحي بين 45 و30 ريالاً للكرتون الواحد.

ويصنع من خوص النخيل بنجران عديدٌ من الصناعات اليدوية التراثية، مثل: "المهجان" وهو عبارة عن سفرة توضع عليها دلال القهوة وبعض أواني الأكل، و"المصرفة" وهي إناء لحمل التمر وأي أغراض أخرى، إلى جانب عديدٍ من الأواني التي تستخدم في المنزل، كما يُطحن نوى التمر جيداً ويتم بعد ذلك تقديمه للماشية.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org