أمير الشرقية يرعى حفل تدشين مبادرة "أخذ الفتوى من مصادرها المعتمدة"

تنظمها الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء برعاية مفتي عام المملكة
أمير الشرقية يرعى حفل تدشين مبادرة "أخذ الفتوى من مصادرها المعتمدة"

رعى الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيزِ أمير المنطقة الشرقية، اليوم الخميس حفل تدشين مبادرة "أخذ الفتوى من مصادرها المعتمدة"، التي تنظمها الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء، برعاية سماحة مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء الرئيس العام للبحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ.

بدأ الحفل بآيات من القرآن الكريم تلاها الشيخ خالد بن فهد الجليل، تلا ذلك كلمة آل الشيخ ألقاها نيابة عنه مدير عام الإدارة العامة للفتوى الشيخ وليد السعدون قال فيها: "إن من عَظَمةِ هذا الدينِ أن جعلَ للحكام والعلماء مكانة تميزهم عن غيرهم وحفظ بهم دينه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وأوجب على المسلمين طاعتهم والسمع لهم بالمعروف، ومما دعا الإسلامُ إليه، الاجتماع على ولاةِ الأمور، والالتفاف حولهم وأوجب عليهم طاعتَهم، والسمع لهم بالمعروف، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ الله وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ)، وقال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم: "عَلَى الْمُسْلِمِ السَّمْع وَالطَّاعَة فِيمَا أَحَبَّ وَكَرِهَ، مَا لَمْ يُؤْمَرْ بِمَعْصِيَةٍ" الحديث".

وأضاف: "المسلمونَ يتمتعونَ بحقوقٍ وشراكةٍ بينهم، رغم اختلافِ اللونِ واللغةِ والعرقِ والقبيلةِ قال جل في علاه: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)، ومما حذرَ منهُ الإسلام، الخروجُ على أئمةِ المسلمين، ومعصيتهم، ولأنَّ في معصيتِهم يكونُ الضعفُ والبلاءُ في الأمةِ، ولهذا أوجبَ صلى الله عليه وسلم على كلِ مسلمٍ في عُنقهِ بيعة أن يحافظَ عليها، وألا يتخلى عنها، قال صلى الله عليه وسلم: "مَنْ خَلَعَ يَدًا مِنْ طَاعَةٍ لَقِىَ الله يَوْمَ الْقِيَامَةِ ولاَ حُجَّةَ لَهُ". وقال صلى الله عليه وسلم: "مَنْ مَاتَ وَلَيْسَ فِي عُنُقِهِ بَيْعَةٌ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً".

وتابع: جاءتِ الفتوى من وراءِ ذلكَ مؤيدةً ومسددةً ومبينةً فضلَ السمعِ والطاعةِ والاجتماعِ، جلباً للمصلحةِ ودفعاً للمفسدةِ وحفظاً لهذهِ اللُحمةِ والنسيجِ الاجتماعي، ونبذاً للفرقةِ والفوضى والخروجِ على ولاةِ أمرِ المسلمين، فمتى كانَ المفتي عاملاً وفقَ النهجِ الصحيحِ، ملتزماً كتابَ اللهِ وسنةَ رسولهِ صلى الله عليه وسلم، جارياً على سَنَن الاستنباطِ السليمِ على طريقةِ السلفِ الصالحِ، كان لهُ الأثرُ الإيجابيُّ في محافظةِ المجتمعِ المسلمِ على هُويّتهِ واجتماعهِ والسمعِ والطاعةِ لولي أمرهِ، وما زالَ العلماءُ الربّانيّون الملتزمونَ بالنهجِ القويمِ يسدّدونَ مسيرةَ الأمّةِ ويصححونَ ما عسى أن يقعَ فيها من انحرافاتٍ تبعاً لمنهجِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم والخلفاءِ الراشدين وسلفِ هذهِ الأمةِ لذا حذَرَ اللهُ من أخذِ الفتوى من غيرِ أهلِها فقال تعالى: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}،

وحذرَ المتطفلَ على مائدةِ أهلِ العلمِ من إضلالِ الناسِ بغيرِ علمِ، فقال تعالى: {وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولاً}، وحذَرَ العلماء من المفتي الجاهلِ الذي يُفتي بهواهُ وما ذلكَ إلا لخطرهِ وضررهِ على المجتمعاتِ المسلمةِ وأفرادِها، قائلاً: كم في الأمةِ اليومَ ممن يَسعى بفتاواهُ الخارجةِ عن منهجِ الوسطيةِ إلى إخراجِ الأمةِ من تميزها والتزامِها بديِنها والتفافها على ولاةِ أمرِها، إلى حالِ الفوضى والدمارِ والخروجِ على ولاةِ الأمر كحال فتاوى الغلوِ والبدعِ والتساهُلِ على غيرِ سَنَن الشرع، لذا أتت مبادرة أخذ الفتوى من مصادرها المعتمدة تحقيقاً لهذا الهدف العظيم، وحرصاً على الإفتاءِ ومكانتهِ، وتحقيق للأمرُ الساميُ الكريم رقم: 3307 وتاريخ 13/ 1/ 1444هـ بشأنِ تنظيمِ الفتوى والمفتين، وحفظاً لكيانِ هذا العلمِ، وألا يتصدرَ أمرُ الفُتيا إلا من توافرتْ فيهِ الشروطُ، وتم إجازتَهُ من الجهاتِ المختصةِ، وأن يُقطعَ الطريقَ على كلِ من تسولُ لهُ نفسهُ بتصدرِ الفُتيا دونَ علمٍ وبصيرةٍ قال الله تعالى: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى الله عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ اللَّهَ لاَ يَقْبِضُ العِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنَ العِبَادِ، وَلَكِنْ يَقْبِضُ العِلْمَ بِقَبْضِ العُلَمَاءِ، حَتَّى إِذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رُؤُوسًا جُهَّالًا، فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ، فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا)".

وختم كلمته بقوله: "حفِظَ اللهُ لهذهِ الدولةِ المباركةِ المملكةِ العربيةِ السعوديةِ، مكانتَها ووحدتِها، ومنّ عليها بالتفافِ شعبِها على ولاةِ أمرِهم، وأسبغَ عليها من نعمهِ بقيادةِ حكيمةِ وحكومةِ رشيدةِ، منذ عهدِ المؤسسِ الملكِ عبدالعزيزِ بن عبدالرحمنِ آل سعود رحمه اللهُ وطيبَ ثراه حتى عهدِ خادمِ الحرمين الشريفين الملكِ سلمانِ بن عبدالعزيزِ آل سعودِ وولي عهدِ الأمينِ صاحبِ السموِ الملكيّ الأميرِ محمدِ بن سلمانِ حفظهما الله، وقدْ لقيت الرئاسةُ العامةُ للبحوثِ العلميةِ والإفتاءِ ممثلةً في هيئةِ كبارِ العلماءِ، واللجنةِ الدائمةِ للفتوى كلَ دعمٍ وعنايةِ من لدن خادمِ الحرمينِ الشريفينِ وولي عهدهِ بشأن الفتوى والمفتين، وفي الختام أسأل اللهَ أن يوفقَ خادمَ الحرمينِ الشريفينِ الملكِ سلمانِ بن عبدالعزيزِ آلِ سعود ووليّ عهدهِ صاحبَ السموِ الملكي الأميرِ محمدٍ بن سلمانَ بن عبدالعزيزِ آلِ سعود لما يحبُ ويرضى ويأخذَ بنواصيهم للبرِ والتقوى، وأن يوفق الأميرَ سعود بن نايف بن عبدالعزيز ونائبه على دعمِهما لمناشطِ فرعِ الرئاسةِ العامةِ للإفتاءِ (بالمنطقة الشرقية) ، كما سأل الله أن يوفقَ الجميعَ في هذهِ المبادرةِ المباركةِ بإذن اللهِ تعالى بما يحققُ آمالَ وطموحاتِ وتوجيهاتِ ولاةِ أمرنا وأن يحفظَ بلادنا من كلِ سوءِ ومكروهِ، ويكللَ أعمالَ الجميعِ بالنجاحِ والتوفيقِ إنه وليُ ذلكَ والقادرُ عليهِ وصلى الله وسلم على نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين " .

وأقيمت ندوة بعنوان "ضرورة أخذ الفتوى من مصادرها المعتمدة" قدمها الدكتور جبريل بن محمد البصيلي عضو هيئة كبار العلماء ومفوض الإفتاء بمنطقة عسير ومفوض الإفتاء بمنطقة مكة المكرمة الدكتور محمد بن عمر بازمول ، ومفوض الإفتاء بمنطقة حائل الدكتور أحمد بن جزاع الرضميان تطرقوا خلالها إلى وجوب أخذ الفتوى من مصادرها المعتمدة.

وفي ختام الحفل تسلم أمير الشرقية درعا تذكاريا من سماحة المفتي بهذه المناسبة .

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org