أكدت المملكة العربية السعودية أهمية دور تكنولوجيا المعلومات الرقمية والاتصالات في إحداث نقلة نوعية كبيرة وملموسة على حياة البشرية، وكان لهما الأثر الكبير في النهضة الاقتصادية والعمرانية التي يشهدها العالم اليوم.
جاء ذلك في كلمة المملكة التي ألقاها أخيرًا السكرتير الثاني بوزارة الخارجية محمد بن حمد الجعوان، في المناقشة العامة لبند تسخير تكنولوجيات المعلومات والاتصالات لأغراض التنمية المستدامة (17) ضمن أعمال اللجنة الاقتصادية والمالية الثانية خلال الدورة الـ 73 للجمعية العامة للأمم المتحدة.
وقال الجعوان: "بما أن المجتمع هو عنصر أساس في التنمية، فلا يمكن أن نغفل عن الآثار الإيجابية والسلبية التي أحدثتها تكنولوجيا المعلومات الرقمية والاتصالات على جميع أفراد وفئات المجتمع، حيث أضحت أداة رئيسة ومهمة تساعد الناس والمجتمعات على تحقيق اكتفائهم الذاتي في تلبية احتياجاتهم الأساسية، سواءً من خلال تسهيل حياتهم اليومية أو من خلال استخدام هذا التقدم في زيادة حصيلتهم العلمية والمعرفية".
وأشار إلى أن المملكة العربية السعودية تحثّ الأمم المتحدة والمجتمع الدولي على تكثيفه جهودهم بما يضمن تمتع الجميع وخصوصًا في الدول النامية بحقهم في الحصول على التقنية ووسائل الاتصالات الحديثة، مؤكدًا أن المملكة تحرص على تسخير التكنولوجيا بما يخدم المواطنين والمقيمين على أرضها.
وأوضح أن رؤية المملكة 2030 تعتمد بصورة كبيرة على التقنية الحديثة وتكنولوجيا المعلومات، وقد تم إطلاق برنامج التحول الوطني الذي يهدف إلى أتمتة المعلومات في جميع قطاعات الدولة، بما يُسهم في زيادة إنتاجية المؤسسات الحكومية، وجعلها أكثر فاعلية وقدرة على المنافسة، وإنشاء العديد من البرامج الرقمية التي سهلت عمل أكثر من 130 ألف شركة تعمل بالمملكة، بهدف خدمة قطاع الأعمال وتسهيل إجراءات البدء في ممارسة العمل التجاري".
وأعربت المملكة في كلمتها عن مشاطرتها القلق مع الأمم المتحدة إزاء تزايد المخاطر الأمنية من بعض استخدامات الإنترنت، الأمر الذي أعطى أهمية كبرى تجاه موضوعات الأمن المعلوماتي والأمن السيبراني، مؤكدةً إيمانها أن أمن وخصوصية المعلومات هو من الموضوعات التي فرضت نفسها على الساحة الدولية، وقد أولته المملكة اهتمامًا كبيرًا تمثل في إنشائها للهيئة الوطنية للأمن السيبراني والاتحاد السعودي للأمن السيبراني والدرونز، كما دخلت المملكة أخيرًا موسوعة جينيس للأرقام القياسية من خلال تنظيمها لأكبر تجمّع لخبراء أمن المعلومات والأمن السيبراني والبرمجة والدرونز في حدث شهد مشاركة 2950 خبيرًا وخبيرة من جميع أنحاء العالم في "هاكاثون الحج"، وذلك للمنافسة في عددٍ من المشروعات المرتبطة بموسم الحج وتسهيل تقديم خدماته وتحدياته.
وأكدت المملكة في ختام كلمتها أمام الأمم المتحدة، مواصلة تعاونها مع الأمم المتحدة في كل ما من شأنه تسخير تكنولوجيا المعلومات والتقنية لخدمة البشرية، ومحاربة كل ما يهدد هذا الحق من سوء استخدام لها أو استغلال من قِبل ضعاف النفوس لتحقيق غايات تهدف إلى إفساد المجتمعات واستغلال الأطفال بصورة سيئة، من خلال سنها للأنظمة الداخلية التي تنظم ذلك، ومن خلال تعاونها مع المجتمع الدولي حول الإبلاغ عن جرائم الأمن المعلوماتي ومحاولة التصدي لها، وتوعية المجتمع وتثقيفه حول الاستخدام الآمن للتقنية.