أكد الأمين العام لمركز الملك عبدالله العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات "كايسيد" فيصل بن معمر، أن السعودية بقيادتها للعالم الإسلامي ومكانتها الاقتصادية العالمية شريكة أو صاحبة مبادرة دولية، لافتًا إلى أن المملكة منذ عهد الملك المؤسس قفزت قفزات تنموية خاصة في عهد الملك سلمان وولي عهده مع رؤية 2030 التي تجسد مرحلة التجويد؛ وهي مرحلة الإرادة والإدارة من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
وأضاف في برنامج بودكاست سقراط مع عمر الجريسي أن الأمم المتحدة تنادي بأن يكون الدين هو أساس إرساء السلام والتعايش والقيم الدينية جزء من التنمية المستدامة، على سبيل المثال في الإغاثة ومساعدة الفقراء والمحافظة على البيئة، فعندما يشارك رجل الدين في أماكن العبادة للتوجيه والرعاية أفضل من وسائل الإعلام مثال في التصدي لوباء فيروس كورونا.
وعن أهمية الحوار بين الإسلام قال بن معمر: منذ 1400 سنة في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم كانت وثيقة المدينة وهي من أعظم الوثائق التي أنجزت على مستوى البشرية لحفظ العيش المشترك والحوار وحفظ حقوق غير المسلمين وبها أكثر من 59 بندًا، وفي القرآن "لتعارفوا" هذا أمر إلهي، والله خلقنا لنتعارف وأمثلة كثيرة في عهد الرسول والخلفاء للحوار حول المشترك الإنساني والعزلة هي أكبر ضرر على المسلمين لأن الإسلام انتشر بالقدوة.
وعن قصة إنشاء المركز أوضح أنه في عام 2001 أحداث 11 سبتمبر والتطرف والإرهاب وتصدير الفكر المتطرف القاعدة وغيرها أحدثت ضررًا كبيرًا استغل لتشويه صورة الإسلام، مشيراً إلى أن السعودية حامية الحرمين الشريفين وقبلة المسلمين لها مكانة عظيمة؛ لذا أطلقت مبادرة عالمية للحوار بين أتباع الديانات، والهدف منها الإعلان عن توجه جديد لتصحيح الصورة الذهنية للإسلام.
وبيّن أنه بعدها عقد مؤتمر في مكة عام 2007 وصدرت وثيقة مكة المكرمة، ثم كانت الزيارة التاريخية لخادم الحرمين للفاتيكان، ثم مؤتمر مدريد، وبعدها عرضت المبادرة في جمعية الأمم المتحدة وتم على ضوئها تأسيس مركز دائم للحوار في عام 2009 والفاتيكان أصبح عضوًا مؤسسًا "مراقب وشريك" في الحوار، ودولتان علمانيتان عضو مؤسس هما النمسا وإسبانيا، وتم تشكيل مجلس إدارة من المسلمين السنة والشيعة والمسيحين والبوذيين والهندوس، نحن الآن في مرحلة توسع لانضمام دول جديدة.
وبين "ابن معمر" أن الحوار بين المتخصصين في الشؤون الدينية والشريعة من دعاة وحاخامات يجتمعون تحت مظلة للآداب وشروط للحوار، والمركز يطلق مشاريع للتدريب على الحوار واكتساب مهارات الحوار للإعلاميين وغيرهم مثل مشروع الزمالة الذي يتضمن تدريبًا مكثفًا في النمسا ويعمل على مبادرة في المجتمع المحلي وكلهم متطوعون، وهناك منصات للمسلمين والمسيحيين في نيجيريا وأفريقيا الوسطى وبورما بين المسلمين والبوذيين، والمركز الإسلامي اليهودي في أوروبا الذي ليس له علاقة بالشأن السياسي.
وأكد أن الهدف الوصول للأغلبية الصامتة، فالحوار يقطع الطريق أمام المتطرف لتسويق فكرته؛ لأنه لا يستطيع مواجهة المعتدلين؛ لأن الحوار ينهيه فالحوار من أرخص الأدوات لمحاربة التطرف والإرهاب.
وعلق: المساران مهمان الحوار الداخلي والخارجي، ونقصد بالحوار الداخلي داخل المجتمعات بين المذاهب الإسلامية، وهناك مؤشرات عالمية للكراهية والعيش المشترك، وفي المركز أصدرنا وثيقة السلام فنحن نهيئ الأرضية المشتركة وليس لنا علاقة بالسياسة.
وبين الأمين العام لمركز الملك عبدالله العالمي للحوار بين أتباع الأديان أن الحوار بين الأديان مثل النقش في الحجر في مكافحة التطرف والحوار بين المسلمين واليهود ليس هدفه الدعوة ونجاحنا في الحوار هو مدى الاستقرار والأمن والاعتدال والوسطية والعيش المشترك وما يصدر من وثائق تحفظ حقوق الغير.
وختم: إذا تقوقعت لن يفهمك الآخر فالغياب يعكس صورة التطرف وعدم قبول الآخر ونحتاج عشرات المراكز على مستوى السعودية والعالم لمنع استغلال الدين في تسويق التطرف.