أكد الشيخ الدكتور سعود بن علي الحنّان، عضو مكتب الدعوة والإرشاد بحي النظيم والجنادرية وإمام جامع النفيسة، أن تدبر القرآن والتفكر فيه له فضل عظيم في أيام الله كلها، فما بالك في رمضان شهر الخير الذي يجزي الله به، مؤكداً أنه يشمل نوعين.
وأوضح أن شهر رمضان هو شهر القرآن، حيث يقول الله تعالى: "شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان"، والله سبحانه أنزل علينا القرآن لنتلوه ولنتدبره ولنعمل به، يقول الله تعالى: "كتاب أنزلناه إليك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب"، وأولو الألباب هم أصحاب العقول السليمة، ومعنى ليدبروا: أي ليتفكروا فيها فيقفوا على ما فيها من المعاني ويعملوا بها".
وأضاف: "يستدل على ذلك بقول الله سبحانه: "أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها"، ويقول سبحانه: "أفلم يدبروا القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً"، والتدبر هو التفكر والتأمل الذي يبلغ بِه صاحبه معرفة المراد من المعاني، وهو التأمل في المعاني والتفكر في المواعظ والنظر في العواقب، والعلم بتأويل كلامه ومراميه، والتزامه ظاهراً وباطناً بالائتمار بأوامره والانتهاء عن نواهيه".
وقال الشيخ "الحنّان": "إن أهل العلم ذكروا أن تدبر القرآن يشمل نوعين: الأول هو التفكر في آيات القرآن ليوصل إلى مراد الله منها، والثاني هو التفكر في المعاني التي اشتمل عليها القرآن الكريم مما دعانا الله للتفكر فيها، وأن النبي صلى الله عليه وسلم قد بين لأصحابه رضوان الله عليهم معاني القرآن الكريم، كما بين لهم ألفاظه، قال الله تعالى: "وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون".
وأشار إلى قول أبي عبدالرحمن السلمي: "حدثنا الذين كانوا يقرؤننا القرآن كعثمان بن عفان وعبدالله بن مسعود وغيرهما من أصحاب رسول الله رضوان الله عليهم، أنهم كانوا إذا تعلموا من النبي صلى الله عليه وسلم عشر آيات لم يتجاوزوها حتى يتعلموا ما فيها من العلم والعمل، قالوا: فتعلمنا القرآن والعلم والعمل جميعاً، ولهذا كانوا يقضون مدة في حفظ السورة".
وذكر أن ابن القيم -رحمه الله- قال: "فقراءة آية بتفكر وتفهم خير من قراءة ختمة بغير تدبر وتفهم وأنفع للقلب، وأدعى إلى حصول الإيمان وذوق حلاوة القرآن، وهذه كانت عادة السلف الصالح يردد أحدهم الآية إلى الصباح. وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قام بآية يرددها حتى الصباح وهي قول الله تعالى: "إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم".
واختتم "الحنّان" مبيناً أن على المسلم أن يحرص على قراءة القرآن بتدبر وفهم معانيه والعمل بأوامره واجتناب نواهيه، سائلاً الله أن يجعلنا ممن يرعى كتابه حق رعايته ويتدبره حق تدبره وأن يجمع لنا به خير الدنيا والآخرة.