فَرْقٌ بين مَن يطيعك حباً ومَن يطيعك خوفاً، وشتان بين قوة صلبة وقوة ناعمة.. تلكم الدول العظمى في العصر الحديث قوتها وهيبتها بالسلاح وبالقوة النووية وحاملات الطائرات والغواصات وغيرها من قوة مادية مدمرة. تلك الدول استعمرت بقوتها الخشنة دولاً إسلامية وغير إسلامية، لكنها لم تكسب القلوب. وتلكم إيران منذ حَكَمها الصفويون والقوة الصلبة منهجهم؛ سفكوا دماء الشعوب التي حكموها، وحوَّلوهم بقوة السلاح للتشيُّع الصفوي المتدثر بغطاء حب آل البيت تمويهاً وخداعاً للبسطاء، وجاؤوا بطقوسهم المجوسية الوثنية من تعظيم وتقديس للقبور وبكاء للماضي، واخترعوا اللطم والتطبير، ورفعوا شعار المظلومية والثارات للحسين من أحياء لم يشهدوا مقتل الحسين رضي الله عنه! وفرَّقت إيران الشيعة أنفسهم حين جاءت بالتشيع الصفوي، بعد أن كان السنة والشيعة يتعايشون، ويتبايعون، ويتصاهرون، والفوارق بينهم يسيرة، ولكن الأيديولوجيا الإيرانية الخشنة فرَّقت المجتمعين، ورفعت راية الشتم والسب والتطاول على رموز الأمة الإسلامية (جرح اللسان أقسى وأمر من جرح السنان). وأوجدت إيران المليشيات المسلحة في لبنان والعراق، ثم اليمن، لفرض فكرها بالسلاح؛ فتعادت القلوب المجتمعة، وأصبحت متناحرة متعادية. تلكم هي القوة الخشنة. وجاء مع أولئك الأعداء الخوارج من المسلمين السُّنة الذين أعمت بصائرهم ذوو القوة الخشنة، ورفعوا شعار العنف والغلو والتكفير، وبغوا في أرض الله، واستخدموا القسوة لتنفيذ منهجهم الجاف. إن كل تلك القوى بينها روابط مشتركة: الكره للإسلام الحق. ولكن مصيرها الفشل والخراب؛ فدين الله باق {ويمكرون ويمكر الله. والله خير الماكرين}.