يُعدّ قطاع النقل الجوي شريانًا رئيسًا مشاركًا بالتنمية الاجتماعية والاقتصادية، فتسعى الدول لتعزيز وتطوير هذا القطاع الواعد وزيادة الرحلات وتحسين جودة الخدمات وتحفيز الاستثمار فيه بالحوكمة والتطوير المستمر، وهو ما ينعكس على الكفاءة ويرفع مستوى الجاذبية.
وفي المملكة ارتكزت الرؤية على محاور متعددة من أبرزها قطاع النقل بأشكاله المختلفة، وعلى رأسها النقل الجوي الذي تحتضنه المطارات السعودية المنتشرة في مناطق المملكة.
ولا تقتصر المطارات وباحاتها وأساطيل طائراتها على جدول الرحلات فقط، بل تُصنّف واجهات ثقافية تجارية ومراكز لوجستية للخدمات، ومن أهداف المملكة ربط القارات ببعضها وزيادة أعداد المسافرين لمواكبة الطلب المحلي والعالمي، فالأموال والاستثمارات في هذا القطاع واعدة ومهمة لتحقيق مستهدفات الرؤية، وبدأت السعودية منذ إطلاق رؤيتها بتصحيح هذا القطاع.
وقال المتخصص في إدارة وتشغيل المطارات والتحول التقني المعتز بن حسن ميرة: "بداية فكرة إنشاء مطار الملك سلمان -حفظه الله- كانت مبنية على الاستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجستية لتطوير قطاع النقل الجوي وجعل المملكة مركزًا للربط بين القارات الثلاث حيث تم تمتلك المملكة 29 مطارًا ترتبط مع 149 وجهة دولية، كما يدعم هذا القطاع ويولد أكثر من 500 ألف فرصة عمل بالوضع الحالي".
وأضاف: "ومن أهداف الاستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجستية بقطاع الطيران المدني تحسين البنية التحتية في مرافق المطارات، ورفع الطاقة الاستيعابية للشحن إلى 4.5 مليون طن من البضائع بحلول 2030، ونقل 330 مليون راكب بحلول نفس العام، وتعزيز الشراكات بين مشغلي القطاع العام والقطاع الخاص داخل القطاع".
واستدرك: "وكذلك تدريب الموظفين السعوديين ليديروا هذا القطاع ويصبحوا قادته، ورفع الطاقة الاستيعابية للمطارات بهدف استقبال عدد أكبر من المعتمرين بنحو 30 مليون معتمر، وخلق قطاع عادل تنافسي لمشغلي الخطوط الجوية والمستفيدين وما شابه هذا".
وزاد: "وبناءً على هذه الخطط والتصورات بإعلان ولي العهد إطلاق المخطط العام لمطار الملك سلمان لتكوين الرياض بوابة للعالم وواجهة عالمية للنقل والتجارة والسياحة وجسرًا يربط الشرق بالغرب".
واختتم: "مما يُرسّخ مكانة المملكة كمركز لوجستي عالمي، ويسهم المطار الجديد في دعم خطط المملكة لتكون الرياض ضمن أكبر عشر اقتصادات مدن في العالم، ولمواكبة النمو المستمر لسكان العاصمة الرياض الذي يستهدف الوصول لـ15 أو20 مليون نسمة بحلول 2030".