
ضمن فعاليات الملتقى السعودي الأول للرفق بالحيوان الذي تقيمه وزارة البيئة والمياه والزراعة حالياً في منطقة القصيم من 21 -23 مايو 2023 تحت رعاية الأمير فيصل بن مشعل بن عبدالعزيز، أمير منطقة القصيم، قدم مستشار نادي الصقور السعودي وأستاذ البيئة وحماية الحياة الفطرية المشارك بجامعة حائل، الدكتور منيف الرشيدي، محاضرة بعنوان (العلاقة بين الصقارة والرفق بالحيوان) تطرق من خلالها إلى أن الصقارة (هواية الصيد بالصقور) هي موروث سعودي أصيل، وأن العرب هم أول من استخدم الصقور في القنص، وأن العلاقة بين الصقارة والرفق بالحيوان بدأت منذ عصر ما قبل الإسلام بعد "القصة المشهورة بين الحارث بن معاوية بن كندة والصقر".
حيث كان الحارث بن معاوية واقفاً ذات يوم بجانب صياد نصب شبكته لاصطياد العصافير، فانقض صقر على العصافير ووقع في شبكة الصياد وتضرر أحد جناحية، حرر الحارث بن معاوية الصقر من الشبكة وسقاه وأطعمه وعالجه. بعد شفاء الصقر، رأى الصقر حمامة وانقض عليها واصطادها، فأمر الحارث بتدريبه ومن ذلك الحين عرف العرب الصيد بالصقور.
وجاء الإسلام وأحل الصيد بالصقور، أشهر من صاد في فجر الإسلام هو الصحابي الجليل حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه عم الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث أشهر إسلامه بعد رجوعه من رحلة صيد وكان يحمل صقره على يده.
في سائر الدول الإسلامية التي أعقبت الخلفاء الراشدين، كان للصيد بالصقور عندهم مكانة ملوكاً وأمراء وعامة، واتخذوه فناً وصنعة وأسموه "البيزرة".
وألفوا فيه وفي آدابه عشرات المخطوطات وبشكل خاص في ما يتعلق بأخلاقيات الصقار والتعامل مع الصقر وطريدته والرفق بهما. بعد اكتشاف النفط، انتشرت الصقارة على نطاق واسع ولسوء الحظ، انخفضت أعداد صقور الصيد بمعدلات كبيرة نتيجة عدة عوامل منها كثرة شباكي الصقور (الطواريح) التي دفعتهم القيمة العالية للصقور للبحث عنها وأسرها بهدف بيعها، وأيضاً احتفاظ الصقارين بصقورهم لمدة طويلة وعدم إطلاق سراحها بعد موسم الصيد كما جرت العادة قديماً.
لذا تم تأسيس نادي الصقور السعودي عام 2017، بإشراف عام من صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- عراب رؤية 2030، والذي من أهدافه، التعريف بموروث الصقارة ونقله إلى الأجيال القادمة، وتعليم الأجيال أخلاقيات وآداب الصقارة والرفق بالحيوان، والقيام بالبحوث والبرامج لحماية الصقور، حيث لدى النادي عدة برامج منها برنامج "صقار المستقبل" وبرنامج "هدد" الذي قام بإطلاق العديد من الصقور إلى بيئتها الطبيعية وإحياء العديد من مواكر الصقور المقيمة فقد تم حتى الآن إطلاق أكثر من 60 صقراً وتم إحياء ما يتجاوز 50 مأكراً نتج عنها 230 فرخاً.
وفي ختام محاضرته بين الرشيدي أن الصقارين حول العالم هم نشطاء بيئة ودعاة حماية ورفق بالحيوان ومعظم نوادي الصقارة لديها الآن مشاريع حماية يشارك فيها صقارون أو يدعمونها، وأن الصقار السعودي على وجه الخصوص لديه حس وحسن تعامل ورفق بالحيوان سواء لصقره أو للطريدة التي يصطادها بصقره، حتى أن العديد منهم قد يعامل صقره كأحد أفراد عائلته.