ديباجة "الشعر" رافقت "المؤسس" وسجلت حضورًا في البطولات والغزوات.. وقفات ولمحات

تاريخه وعراقته وإرثه الكبير دفعت بإطلاق القيادة الرشيدة 2023م عامًا لذلك
الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود – طيّب الله ثراه -
الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود – طيّب الله ثراه -

ارتبط الشعر العربي بتأسيس الدولة السعودية، وكان له شأن عظيم ومكانة عالية جعلته يكتسب روحًا كبيرة ومساندًا لقضايا الدولة والمجتمع، متماهيًا في ذلك مع روح الجهاد والمثابرة والكفاح، وإعلاء كلمة التوحيد، ومدح صنيع الناهضين بشرف بسط سلطانها في ربوع المملكة. ويكفي من ذلك إطلاق قيادتنا تسمية هذا العام 2023م عامًا للشعر العربي.

قصيدة "السيف الأجرب"

ويستطيع أي باحث في الأدب أن يلحظ بوضوح تغيّر ديباجة الشعر العربي منذ نهوض الدولة السعودية الأولى على يد الإمام محمد بن سعود، فكانت الحماسة هي العنوان الأبرز للقصائد، ووصف المعارك، ومنافحة الخصوم ومناقشتهم، بقصائد سيّارة، سواء بالفصحى أو النبطية.. ومن أبرزها قصيدة "السيف الأجرب" للإمام المؤسس تركي بن عبدالله، برمزيتها الواصفة لمعاني الفداء والتضحية، والحاضة على بذل النفس رخيصة من أجل الدولة.

وفاء الشعر وتعاظم دوره

وسلّطت "دارة الملك عبدالعزيز" التي عُرِفت بـ"ذاكرة الوطن" الحديث مع ذكرى يوم الوطن الـ93 للمملكة العربية السعودية الحديث على هذا الموروث العظيم والإرث الكبير، ووصفت الشعر بأنه ظل وفيًا لهذه المعاني العظيمة، وقد تعاظم دوره وبرز بصورة أكبر إبان هذه البلاد، التي تميّزت بمعركة التوحيد الخالدة، على يد المغفور له بإذن الله؛ الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود – طيّب الله ثراه.

وقالت، إن الشعر شَهدَ في عهد الملك عبدالعزيز - طيّب الله ثراه - تطورًا ملحوظًا في الأسلوب والمضمون، مستفيدًا من أدوات النهضة الحديثة كالتعليم والترجمة والطباعة والصحف، فازدهر الشعر الفصيح بعد ضمور، وازداد الشعر النبطي تألقًا ببراعة كثير من شعراء تلك الحقبة، وتعدد أغراضه، مع بروز واضح لشعر الحماسة، نظرًا لشيوع روح الكفاح والنضال والدفاع عن الحرمات التي صاحبت ملحمة التوحيد.

وأولى "المؤسس" - طيّب الله ثراه - الشعر اهتمامًا كبيرًا؛ تذوقًا لقوافيه ومعانيه الدقيقة، واستشهادًا ببعض الأبيات في مناسبات عديدة، وقد برع في شعر الحداء الحماسي؛ فكانت له كثير من الأحديات في أحداث ومناسبات مختلفة أثناء توحيد البلاد.

"سارة السديري".. والدة "المؤسس"

وكانت للشعر مكانته الخاصة في قلب وحياة "المؤسس"؛ فقد تربّى في كنف والدته "سارة السديري"، التي كانت تحمل مخزونًا شعريًا ثرًا، ظهرت آثاره وأثره في حب الملك الشعر، وأنسه بالأدب، وتطلعه إلى الاستزادة من هذا المعين، كما ظهر ذلك جليًا في مجالسه التي يبرز فيها شغفه بالشعر في حله وترحاله، متغنيًا بالشعر الشعبي في بعض المناسبات، طربًا به وله.. وشاهد ذلك ما أورده المؤرخ محمد بن بليهد، بأنه كان في صحبة الملك عبدالعزيز، ونزلوا على بئر في وادي برك..

يقول: فعرض علينا الملك، وقال: غنوا يا أهل شقرا..

فتجاذبنا الأصوات بأبيات منها:

حنا رجعنا من الأفلاج

كل اللوازم قضيناها

والهجن فوق الخريزة داج

ضامي وعطن على ماها

كما كان – رحمه الله- مدركًا لمعاني الشعر، وتقويم بعضها، تشهد له المواقف بذلك، ومنها أنه حين رأى على باب قصر الحكم بيتًا معروفًا من الشعر؛ وفيه:

لسنا وإن أحسابنا كرمت

يومًا على الأحساب نتكلُّ

فقيل للملك: هذا مبدأ شریف یا مولاي، لكن البيت الثاني:

نبني كما كانت أوائلنا

تبني ونفعل مثل ما فعلوا

فقال الملك لمن معه: نحن نبني كما كانت أوائلنا تبني، ونفعل - إن شاء الله - فوق ما فعلوا، وكأن الملك عبدالعزيز يشير بذلك إلى أن القراءة السليمة لعجز البيت في تقديره هي (نبني ونفعل فوق ما فعلوا)..

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org