"إزالة السموم" والفهم المغلوط.. مراحل علاج المدمنين والانسحاب تُعدّدها "إرادة"

جهود كبيرة للأمن في المكافحة.. و"البيشي": العيادات الخارجية لها نجاحات منوعة
استشاري الطب النفسي وعلاج الإدمان بالمجمع فيصل بن تركي البيشي
استشاري الطب النفسي وعلاج الإدمان بالمجمع فيصل بن تركي البيشي

اعتدنا كل يوم متابعة الجهود الأمنية الكبيرة التي تترصد وتُطيح بمروجي ومتعاطي المخدرات وفق توجيهات مباشرة من ولي العهد -حفظه الله- وتطيح بكل من يهدّد أمن الوطن واستقراره والنيل من شبابه، وعلى المقابل تستقبل المصحات النفسية والمختصة بعلاج المخدرات أعدادًا من راغبي الإقلاع عن هذه الآفة الخطيرة، وتستقبل بلاغاتهم وتتعامل معها بسرية تامة.

مجمع إرادة والصحة النفسية بالرياض أحد المعنيين بمساندة العلاج من المخدرات، وأوضح أن الإدمان على المواد المخدرة والمؤثرات العقلية يتم عبر عدة مراحل تبدأ بالتقييم وتنتهي بالتأهيل ودعم الاستمرار في التعافي، مشيرًا إلى أن مرحلة إزالة السموم هي من أهم المراحل في العملية العلاجية، وتتم من خلال تخليص جسم المدمن من المادة الإدمانية التي تم تعاطيها.

وقال استشاري الطب النفسي وعلاج الإدمان بالمجمع الدكتور فيصل بن تركي البيشي: "هناك فهم مغلوط لهذه المرحلة، حيث يعتقد البعض أن إزالة السموم تتم عبر تنقية الدم أو تغييره، وهذا غير صحيح، وما يحدث في هذه المرحلة هو توقف المدمن الكامل عن تعاطي المادة المخدرة، ومساعدته عبر التدخلات العلاجية والسلوكية حتى يتخلص جسمه منها".

وأضاف: "تختلف مدة مرحلة إزالة السموم من جسم المدمن حسب المادة التي يتعاطاها والعوامل الأخرى المؤثرة، ويتم خلالها علاج الأعراض الانسحابية الناتجة عن التعاطي أو التي قد تنتج عند التوقف عن التعاطي، وذلك باستخدام العلاجات اللازمة سواء الدوائية أو السلوكية، والتي يتم تحديدها حسب الأعراض وقت التقييم"، مؤكدًا "أن هذه العلاجات تتوافق مع الأدلة العلاجية والمراجع العلمية الموثوقة والمتبعة عالميًا، وقد تستخدم لفترة مؤقتة ويتم إنقاصها تدريجيًا حتى يتم إيقافها، أو تكون بأدوية تستمر لفترة حسب تقييم الأعراض، والتي قد تكون جسدية أو نفسية".

وتابع: "مرحلة إزالة السمية قد تتم في أقسام التنويم، وقد تتم من خلال المتابعة في العيادات الخارجية للحالات التي لا يرى الطبيب المعالج حاجتها للتنويم، وقد شهدت العيادات الخارجية نجاحات لمرضى توقفوا عن التعاطي بعد الالتزام بالخطة العلاجية المحددة لهم"، مشيرًا إلى أن هذه المرحلة يتم فيها تهيئة المدمن لأهم خطوة في علاج الإدمان وهي مرحلة التأهيل التي تعد أهم مرحلة من مراحل تعافي المرضى من الإدمان والعودة للمجتمع بصحة وعافية.

وعن الأعراض الانسحابية التي قد تظهر نتيجة التوقف عن التعاطي ذكر أنها "تنقسم ما بين أعراض جسدية مثل الرجفان وتسارع نبضات القلب والصداع وآلام البطن وتغير في درجات الحرارة وضعف الشهية للأكل وصعوبة في النوم وارتفاع ضغط الدم، وأعراض نفسية مثل تقلبات المزاج والقلق والتوتر والخمول واضطرابات النوم والاكتئاب والذي يظهر في الإحساس بانعدام الرغبة في ممارسة الحياة العادية أو ممارسة الأنشطة المعتادة إضافة لوجود الهلاوس والضلالات".

ونصح "البيشي" المدمنين بسرعة طلب العلاج واتباع الخطة العلاجية المقررة من الفريق الطبي، مؤكدًا أن الإدمان على المواد المخدرة والمؤثرات العقلية بأي نوع منها يشكل ضررًا جسيمًا على صحة الإنسان وقواه العقلية والنواحي النفسية والسلوكية، كما أكد أن الطوارئ تعمل على مدار الساعة لخدمة المرضى نفسيًا ومرضى إدمان المخدرات.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org