شكّل خطاب الأمير محمد بن سلمان في قمة الأمن والتنمية، نموذجًا يُفاخر به السعوديون وشعوب المنطقة بأكملها، بعد أن دعا العالم لاحترام القيم النبيلة للمنطقة التي قال بكل وضوح إنه لا يمكن التخلي عنها، وإن ذلك هو طريق تعزيز الشراكة الحقيقية.
هذا الدعوة الصريحة لسمو ولي العهد قابلتها ردة فعل كبيرة على مستوى شعوب الشرق الأوسط المتمسكة بمبادئها وقيمها، حيث شهد "تويتر" العديد من ردود الفعل الإيجابية على هذا الطرح النوعي من سمو ولي العهد والذي يحقق تطلعات الشعوب.
فالقيم هي الأشياء الأساسية في بناء المجتمعات؛ لأنها تقوم بتوضيح الصواب والخطأ، وتوضح ما هو مطلوب من أجل التطور والنمو والقواعد المهمة؛ من أجل بناء مستقبل أفضل، وتوضح ما هي القرارات التي يجب اتخاذها كل يوم؛ من أجل فعل الصحيح، حيث إن القرارات التي يتم اتخاذها هي الصورة النابعة من قيمنا الخاصة.
هذا الاهتمام بالقيم لم يكن في الكلمة الرسمية فقط، فحتى خلال لقاء سموه مع الرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي تطرق إلى "القيم المشتركة"، فأجابه ولي العهد بأن "كل دول العالم -وبالذات الولايات المتحدة والمملكة- لديها العديد من القيم التي تتفق بشأنها وعدد من القيم التي تختلف فيها، إلا أن القيم والمبادئ الصحيحة والجيدة دائماً ما تؤثر على شعوب الدول الأخرى، بالذات في الوقت الذي نرى فيه ترابطاً بين شعوب العالم بشكل غير مسبوق".
وتابع: "في المقابل، فإن محاولة فرض هذه القيم بالقوة له نتائج عكسية كبيرة، كما حدث في العراق وأفغانستان، والتي لم تنجح فيهما الولايات المتحدة، ولذا فإن من المهم معرفة أن لكل دولة قيماً مختلفة ويجب احترامها، ولو افترضنا أن أمريكا لن تتعامل إلا مع الدول التي تشاركها القيم والمبادئ 100% فلن يبقى للولايات المتحدة من دول تتعامل معها سوى الناتو، ولذا يجب علينا التعايش فيما بيننا بالرغم من الاختلافات التي نعيشها".