نجح مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالصحافة، في تشخيص نتوء عالي التنسج "ورم ما قبل السرطان"، في الجزء الأيسر من القولون، واستئصاله بالكامل وبأمان، باستخدام تقنية، التي تعمل على إحاطة الورم بمواد معدنية مرتبطة بجهاز كوي متطور.
ذكر ذلك د. حيدر موسى استشاري أمراض الجهاز الهضمي، رئيس الفريق الطبي المعالج، الذي قال إن المراجع وهو رجل عمره 47 عاماً، زار المستشفى مشتكياً من نزيف متقطع عبر المستقيم، ومن حالة قلق شديد لاعتقاده بأنه مصاب بالسرطان، لكن الفريق الطبي أوضح له أن أعراضه من الممكن أن تكون ناتجة عن أمراض أخرى، وكذلك بأهمية تنظير القولون في التشخيص والعلاج، والوقاية من الأورام الخبيثة. وأظهر الفحص التنظيري وجود نتوء عالي التنسج بحجم "35" ملم، في الجزء الأيسر من القولون، وبفحصه باستخدام تقنية الضوء ضيق النطاق والصبغة الملونة، اتضح أنه نتوء ما قبل السرطان، فتم رفع النسيج تحت النتوء بهدوء وحذر، وإحاطة الورم الحميد بـ"أنشوطة" معدنية حرارية مرتبطة بجهاز كوي متطور، ومن ثم بحذر شديد تم تسخين الورم ببطء، ثم فصله عن النسيج الطبيعي كاملاً، بصورة دقيقة دون الإضرار بغشاء الأمعاء، ثم وُضع حباستين معدنيتين مكان الاستئصال وإخراجه بشبكة منظارية إلى الخارج، وجرت العملية باستخدام تقنية EMR الحديثة، التي مكنت من استئصال كتلة الورم بالكامل، وإزالة ورم آخر أصغر حجماً ومنخفض الدرجة. مضيفاً أن التدخل الطبي استمر لنحو "40" دقيقة، وانتهى ولله الحمد بالنجاح التام، وتمت إفاقة المراجع في جناح التنظير، وغادر المستشفى بحالة صحية ونفسية ممتازة، دون الحاجة إلى التنويم، ولاحقاً أكدت فحوصات ما بعد العملية شفاءه التام.
وأكد د. موسى أن هذه الحالة تعكس القدرات العالية التي يحظى بها المستشفى، من حيث الكفاءات الطبية التي تتميز بالتأهيل العالي والتمرس، إضافة للإمكانيات التشخيصية العالية، حيث إن التشخيص التنظيري الذي يعتمد على دراسة شكل وتوزيع التعرجات والأوعية الدموية على سطح النتوء جاء مطابقاً بنسبة "100%" مع نتيجة المختبر، كما أن الحالة أيضاً تؤكد أهمية تنظير القولون في الكشف المبكر عن الأورام، إذ إن التدخل الطبي جنب المراجع الإصابة بسرطان القولون، كون المآل الطبيعي لهكذا نتوءات هو التحول من هذه المرحلة الحميدة عالية التنسج الى سرطان.