أنهى المواطن محمد محسن العبدلي من محافظة القريات معاناة مشاعل حمود الرويلي من منطقة الجوف التي تعاني الفشل الكلوي منذ ثلاثة أعوام؛ إذ تبرع لها بكليته بعد تطابُق جميع الفحوصات. وأُجريت العلمية الجراحية لهما في مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض.
وقد أسهمت "تغريدة" بإنهاء معاناة "مشاعل" ومريضَيْن آخرَيْن بعد عدم تطابقهما معها.
ويوضح لـ "سبق" شقيق المتبرَّع لها خالد حمود الرويلي أنه كان يرى شقيقته تتعذب كل يوم بسبب الغسل الكلوي، وهي خريجة جامعية، وتعاني الأمرّين نتيجة هذا المرض؛ وهو ما حدا به أن يتواصل مع أحد المغردين المعروفين في الجوف لنشر معاناة شقيقته قبل عامين؛ ليبدأ بعدها سيل الاتصالات واستعداد العشرات للتبرع بالكلية لـ"مشاعل"، وبدأنا بالفحوصات التي لم تتطابق مع الحالة، إلى أن جاء المتبرع محمد العبدلي، وأصر على ألا يتبرع إلا هو طلبًا للأجر والمثوبة.
وأضاف بأن المتبرع "محمد" من مدينة القريات كان من أوائل المتطوعين بالتبرع، وطالب باتصاله بألا يتبرع إلا هو. ورغم مرور عامين على إعلان رغبته لم يكل ولم يمل طوال إجراءات الفحوصات والسفر مرات عدة للرياض من القريات. ومع ذلك لم يفتر، بل كان يطالب ويتابع مع ذوي المريضة، ويبدي اهتمامه بسرعة تحديد وقت العملية رغم ظروفه المادية الصعبة.
وقال "الرويلي" إن المتبرع أب لـ 3 أطفال، وعاطل عن العمل، ومن توفيق الله له أن تحصل على وظيفة وهو يستعد لدخول غرفة العمليات التي ظل يبحث عنها سنوات؛ إذ وصلت رسالة على جواله بقبوله نهائيًّا بفرع وزارة العدل بالقريات. كما حضر متبرع آخر، وتم إبلاغه بانتهاء الحاجة، والعثور على شخص مطابق ومتبرع، لكنه أصر هو الآخر على رغبته بالتبرع لأي مريض آخر؛ فتم تحويله إلى مركز زراعة الكلى بجدة، وقبوله، وعمل العملية له، والتبرع لمريضة أخرى هناك.
من جانبه، يروي لـ"سبق" المغرد خلف بن بخيت الصقري أنه يشعر بسعادة غامرة لانتهاء معاناة "مشاعل الرويلي" مع الفشل الكلوي في الوقت الذي لم يكن يتوقع فيه أن تجد تغريدته هذا الانتشار الواسع.. وقال: بناء على طلب أخيها اجتهدت في نشر أكثر من طلب، وتجاوب متبرعون كُثر على مدى سنوات، ولكنهم لم يتطابقوا بالفحوصات؛ فتم تحويلهم إلى مرضى آخرين، وتطابقت فحوصاتهم؛ وتبرعوا، ومنهم المتبرع خالد المرتعد العنزي الذي نشرت عنه إحدى القنوات المحلية تقريرًا؛ إذ تبرع لرجل لا يعرفه بعد عدم تطابق فحوصاته معها.
واختتم "الصقري" بقوله: الحمد لله على توفيقه أن يسَّر الله لها هذا النبيل محمد العبدلي الذي لا يعرف "مشاعل" ولا عائلتها، بل من شهامته ونبله وحبه للخير أسهم في إنهاء معاناتها التي استمرت سنوات طويلة. مبينًا أن شعوره لا يوصف؛ فقمة الكرم والإحسان أن يقتطع إنسان جزءًا من جسده ليساعد إنسانًا لا يعرفه. وما أسهل عمل الخير اليوم عبر وسائل التواصل الحديثة.