"الفريدي" يروي التجربة الفلبينية في زراعة الأرياف وأهمية نقلها لجنوب غرب المملكة

"الفريدي" يروي التجربة الفلبينية في زراعة الأرياف وأهمية نقلها لجنوب غرب المملكة

قال: لدينا مقومات عالية ومزارعون بالفطرة
تم النشر في

كشف راضي الفريدي رئيس مجلس إدارة جمعية السياحة الزراعية والريفية التعاونية "ريفنا"، عن قصة النهضة الزراعية في أرياف الفلبين بعد أن عانت من العجز بسبب ضعف اهتمام الشباب هناك قبل أن تلتفت لها الحكومة وتنقذها، مطالباً الجهات المعنية في المملكة استنساخ التجربة في أرياف الجنوب الغربي من بلادنا الغنية.

وقال "الفريدي": "التنمية المستدامة في الأرياف تتحقق من خلال إيجاد الخطط الفاعلة التي تساهم في دعم الاقتصاد الوطني وتحقيق الأمن الغذائي وتحد من البطالة بين سكان الريف، وهناك تجارب عالمية ناجحة في مجال تنمية الأرياف تستحق الاطلاع، منها التجربة الفلبينية التي نجحت بشكل كبير في تحقيق أهدافها المحددة لتنمية الريف الفلبيني حيث ركزت على المدارس الزراعية التي شكلت حلاً لبطالة الشباب بالأرياف وتنمية الزراعة في أرياف الفلبين".

وأضاف "أوضحت الإحصاءات السكانية الأخيرة أن عدد سكان الفلبين تجاوز 100 مليون نسمة خلال عام 2017 م موزعين على أكثر من 7000 جزيرة، يعمل أكثر من 40 مليوناً منهم في مهنة الزراعة وصيد الأسماك وهذا يمثل ما نسبته 40 % من عدد السكان، يساهم قطاع الزراعة بما نسبته 43% من الدخل المحلي للبلاد، بالإضافة إلى أن 31 % من سكان الفلبين يعيشون في الأرياف حيث يعمل 43 % في صيد السمك و43 % يعملون في مهنة الزراعة".

وتابع راضي الفريدي، "توصلت دراسة إحصائية قامت بها الحكومة الفلبينية إلى أمرين رئيسيين قد يكونان مصدر تهديد وخطورة في مسألة الأمن الغذائي والاستدامة إذا لم تتخذ خطوات سريعة وفعالة في معالجتهما، حيث توصلت الدراسة إلى أن أغلب أعمار ممن يعملون بالريف سواء زراعة وصيد السمك هم في الغالب من كبار بالسن 75 سنة وأكثر، وذلك على متوسط مساحة أرض تبلغ هكتاراً ونصف لكل عائلة زراعية، هذا بالإضافة إلى أن تدني الأجور والدخل في مهنة الزراعة وصيد الأسماك أدى إلى عزوف الكثير من الشباب عن العمل في الزراعة وصيد الأسماك وهذا الوضع ينطبق على معظم البلاد في الدول النامية".

وأشار إلى أن هذه الدراسة توصلت إلى خطة تدعم المدارس والمراكز الزراعية، والمساعدة في تنمية الريف، حيث سعت الحكومة الفلبينية الجديدة إلى تبني خطة عمل واستراتيجية ذكية ذات كفاءة وفاعلية عالية تحقق أهدافها في أسرع وقت وبتكلفة أقل، كي تساهم في نهضة البلاد من الناحية الاقتصادية والاجتماعية، كما ستلعب دوراً هاماً في توفير الأمن الغذائي واستدامة الزراعة في البلاد، وذلك من خلال دعم إقامة مدارس ومراكز تعليم للزراعة وصيد السمك في مناطق الريف، عن طريق تشجيع ودعم بعض المزارعين في مزارعهم في جعلها مدارس ومراكز للتعليم على طرق الزراعة الحديثة بالتعاون مع المجتمع المحلي، حيث تتضمن خطة عمل الحكومة واستراتيجيتها الذكية استخدام التقنيات الحديثة التي تركز على زيادة الإنتاجية في وحدة المساحة بجودة عالية وتكلفة أقل، وسلامتها من المبيدات غير الصحية.

ولفت إلى أن ذلك سيحقق الاستدامة ورفاهية وزيادة في الدخل لسكان المناطق الريفية، وتوفير فرص وظيفية أكثر لهم ولأبنائهم، وتساهم في الحد من الهجرة من الريف نحو المدن، حيث كانت الهجرة تسبب مشاكل ضغط على الحكومة في توفير الوظائف لهم والمزيد من الخدمات في المدن.

وأوضح أن الحراك المميز الذي قامت به الحكومة بالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة "الفاو" أصبح دعماً لمراكز التعليم الزراعية واستدامة الزراعة، حيث قامت "الفاو" التابعة للأمم المتحدة بالمساعدة في دعم إقامة مدارس ومراكز التعليم على الزراعة والصيد في المناطق الأكثر حاجة لها من خلال التعليم المباشر بالحقول من أجل مساعدة المناطق الريفية الفقيرة في استغلال وحدة المساحة وزيادة الإنتاجية بربحية أكثر وتكلفة أقل، وذلك من خلال استخدام أفضل التقنيات المتقدمة والمواد والأسمدة، مع معرفة ودراسة حاجة السوق للمنتج المطلوب قبل إنتاجه وأفضل المواسم للإنتاج.

وأردف: "لو نظرنا إلى النتائج الإيجابية والمميزة لفكرة المدارس الزراعية خلال عام 2017 م لوجدنا أن أكثر من 20 مدرسة ومركزاً زراعياً منتشرة في مناطق الريف الفلبيني قامت بتخريج أكثر من 51 ألف شاب وشابة في ذلك العام ليعملوا باحترافية وأكثر إنتاجية مما ساعد على استدامة قطاع الزراعة وتنمية الأرياف، حيث تم تدريبهم على أحدث الطرق الفنية والزراعية مع متابعة دعمهم لمدة ثلاث سنوات والاستمرار في تطويرهم بعد تخرجهم".

وختم راضي الفريدي بقوله: "أرياف المملكة وتحديداً الجنوب الغربي مثل الطائف، الباحة، جازان، عسير مناطق تمتلك مقومات زراعية ريفية خصبة، وأهلها مزارعون بالفطرة، ولكن لو نظرنا إلى حال الزراعة فيها اليوم وكمية الأراضي الزراعية المهجورة والهجرة منها إلى المدن لوجدنا أننا نحتاج إلى خطة تنموية متكاملة تساهم فيها أغلب القطاعات الحكومية، وكذلك القطاع الخاص للنهوض بتلك المناطق وتنميتها والاستفادة من مقوماتها الكبيرة في دعم الأمن الغذائي والاقتصادي للوطن، والآن نعرض التجربة الفلبينية كتجربة قائمة نجحت في تحقيق معظم أهدافها بحيث إنه يمكن الاستفادة منها وذلك بدراستها بشكل أعمق ومحاولة تطبيقها بالشكل الذي يتناسب مع أريافنا، والتركيز على إنشاء المدارس الزراعية وتحويل بيئة الريف إلى بيئة علمية زراعية وإنتاجية تساعد بشكل كبير في تحقيق التنمية المستدامة للأرياف، فالدعم المالي فقط للمستفيد ليس الحل لتنمية الأرياف بل الحل تنفيذ بنية تنموية زراعية محفزة وجاذبة".

صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org