في خضم اجتماعات ومباحثات وقرارات قمة "مجموعة العشرين"، ربما نسي كثيرون السعودي الذي يدير هذه القمة الافتراضية على منصة "بروق" عبر الإنترنت بسبب جائحة كورونا، وهو ما يتوقف أمامه الكاتب الصحفي على الشدي، مؤكدًا أن القمة شهادة إبداع لهذا الشخص وتحديدًا للشاب السعودي العبقري.
القمة في زمن كورونا
وفي مقاله "قمة العشرين شهادة إبداع لشبابنا" بصحيفة "الاقتصادية"، يقول الشدي: " يوم تاريخي يشهد العالم فيه اختتام عام استثنائي لمسيرة مجموعة العشرين بانعقاد قمة تاريخية في عاصمة من أهم عواصم دول المجموعة من حيث الموقع والثقل السياسي والاقتصادي، ولم يكن العام الذي رأست فيه بلادنا تلك المجموعة كبقية الأعوام السابقة منذ تأسيس المجموعة قبل 21 عامًا، حيث دهمت جائحة كورونا العالم وقطعت التواصل، وحتمت أن تكون الاجتماعات عن بعد وتكون الجهود موجهة أولاً لمعالجة آثار هذه الجائحة الصحية الاقتصادية".
شبابنا في قلب الحدث
ويتوقف "الشدي" أمام الشباب الذين يديرون القمة تقنيًا، ويقول: "واكب السعوديون عامة استضافة بلادهم لرئاسة مجموعة العشرين باهتمام ومتابعة يومية، لكن هناك فئة من الشباب والشابات كانوا في قلب الحدث وهم العاملون في تنظيم الاجتماعات وإدارة التقنية عبر منصة "بروق"، التابعة للهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي التي أدارت الاجتماعات الافتراضية، وهي أصعب في تنظيمها وسكرتاريتها من الاجتماعات المباشرة".
متى بدأ هؤلاء الشباب؟
ويرصد الكاتب تاريخ وخبرة هذه المجموعة من الشباب السعودي ويقول: "وقد أظهر الشباب والشابات قدرة على استيعاب تفاصيل العمل بسرعة وإتقان مذهل، حتى كأنهم أصحاب خبرة سابقة في مجال تنظيم المؤتمرات رغم أننا في الماضي نعتمد على شركات أجنبية حتى تأسس برنامج المعارض والمؤتمرات قبل عدة أعوام تحت هيئة السياحة والتراث، فوضع لبنات العمل لإعداد شبابنا لهذه الصناعة المهمة وتطويرها، وتشهد انطلاقة كبرى بعد تأسيس الهيئة العامة للمعارض والمؤتمرات نهاية عام 2018، من مهماتها إبراز السعودية كوجهة جاذبة لإقامة المعارض والمؤتمرات، وتأهيل الكوادر الوطنية للعمل في هذا المجال".
تحدي القمة
وعن تحدي القمة وكيف تعاملوا معه، يقول الكاتب: "وجاء عام رئاسة قمة العشرين بما عقد خلالها من الاجتماعات ثم قمة العشرين يوم أمس واليوم لإعطاء شبابنا من الرجال والنساء جرعة كبيرة من التدريب العملي على أرقى أنواع التنظيم الدقيق للمؤتمرات العالمية عبر استعمال التقنية الحديثة كما أشرنا من قبل، والمؤمل أن تستمر هيئة المعارض والمؤتمرات في تهيئة الفرص للشباب المبدعين للعمل في مؤتمرات محلية وعالمية، اعتمادًا على خبرتهم المركزة خلال عام رئاسة العشرين".
صناعة المؤتمرات مهمة الشركات الكبرى
ويتوجه "الشدي" إلى الشركات الكبرى بالمملكة لتعلب دورها في استمرار فعاليات ومؤتمرات ومعارض يعمل فيها الشباب، ويقول: "كما أن على الشركات الكبرى مثل أرامكو وسابك والمصارف السعودية دعم إقامة فعاليات ومؤتمرات ومعارض يعمل فيها الشباب والشابات، الذين قدموا بكل كفاءة واقتدار تنظيمًا محكمًا لاجتماعات قمة العشرين، وأن نتوجه لتوطين هذه الصناعة وتأسيس شركات كبرى لتنظيم المعارض والمؤتمرات من خلال صندوق الاستثمارات العامة، وتفعيل دور المؤسسات الصغيرة والمتوسطة التي تقدم الخدمات المختصة لهذه الكيانات، وليتحقق لهذه الصناعة البيئة المحفزة لنموها والاستغناء عن الشركات الأجنبية، التي تأخذ المبالغ الضخمة ولا تعطي التدريب والخبرة لشبابنا، وتجربة الماضي تؤكد ذلك".
عصر المهارات وليس الشهادات
ويخلص "الشدي" إلى أنه "ثبت من خلال إبداع الشباب والفتيات السعوديات في تنظيم وإدارة اجتماعات قمة العشرين، أن العصر فعلاً هو عصر المهارات وليس عصر الشهادات، وقد أبدع الشباب رغم صغر سن بعضهم نسبيًا في استعمال التقنية الحديثة بشكل احترافي جعل الجميع يفخر بهم من مسؤولين ومواطنين، وظهر ذلك عبر وسائل التواصل الاجتماعي وشاشات الإعلام أثناء تغطية هذه القمة العالمية المهمة".