حوارات ومداخلات أُقيمت ضمن الفعاليات المصاحبة لمعرض القصيم للكتاب المقام في مركز الملك فهد الحضاري بعنيزة، مساء أمس، وتحديداً عبر أمسية بعنوان "الدكتور عبدالرحمن الشبيلي .. ذاكرة وذكر"، في مساء مختلف امتد إلى ساعتين كان الوفاء عنواناً لتكريم ذكرى الإعلامي الأكاديمي الشوريّ الدكتور عبدالرحمن الشبيلي -رحمه الله-؛ تخللها فيلم قصير عن سيرته.
وقدّم وزير المالية والاقتصاد الوطني الأسبق محمد العلي أبا الخيل؛ ورقة عن علاقاته.. وعن مسيرته العلمية تحدّث المستشار في الديوان الملكي وعضو هيئة كبار العلماء الدكتور عبدالله التركي؛ كما قدّم الدكتور صالح بن حميد المستشار في الديوان الملكي عضو هيئة كبار العلماء وإمام المسجد الحرام، ورقة عن الرأي والرؤية في فكر الشبيلي.
أدار الفعالية الدكتور إبراهيم التركي؛ الكاتب والإعلامي ومدير التحرير للشؤون الثقافية بصحيفة "الجزيرة"، واحتوت على مداخلات بأوراق وفاء وإيراق ذكريات لوزير العمل والشؤون الاجتماعية الأسبق عبدالرحمن أبا الخيل؛ ومحمد الشريف؛ رئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد الأسبق عند تأسيسها واللواء عبدالقادر كمال؛ عضو مجلس الشورى السابق و أحمد بن عبدالمحسن العساف؛ الباحث العلمي والإعلامي.
ولخصت الأوراق سيرة الدكتور عبدالرحمن الشبيلي؛ ومسيرته وآراءه وبعض مواقفه العلمية والعملية والحياتية، واستعرضت التأسيس المعرفي والأخلاقي للراحل، كما اقترحت إيجاد جائزة باسمه وإنشاء مؤسسة ثقافية باسمه ومعهد للتدريب الإعلامي الاحترافي، والتفات عنيزة لرموزها وروادها وتكريمهم بما يليق بقيمهم وقاماتهم.
وجاءت الندوة تتويجاً لتكريم "الشبيلي"؛ في الليلة السابقة عند افتتاح معرض القصيم للكتاب بنسخته الثالثة في عنيزة برعاية وحضور الأمير فيصل بن مشعل أمير منطقة القصيم.
وشهدت الندوة حضوراً نوعياً يقدمه عدد من أقاربه ومحبيه ومنهم شقيقه سليمان؛ والأمير الوليد بن بدر بن سعود بن عبدالعزيز؛ والأساتذة والدكاترة: محمد الهدلق؛ عبدالعزيز المانع؛ وعلي الخضيري؛ ومنصور الخضيري؛ وحمد القاضي؛ وأسرة الشبيلي؛ وفيهم: السيدة زكية أبا الخيل "أم طلال"؛ وابنتاه رشا وشادن وأحفاده وسيدات ومثقفات المجتمع القصيمي، ووزعت فيه نسخ من مؤلفات الراحل، وأهمها سيرته: (مشيناها - حكايات ذات)، رحمه الله وأسكنه عليين.
وقال الأمير الوليد بن بدر بن سعود بن عبدالعزيز؛ عبر كلمة في أثناء افتتاح المعرض ذكر فيها بالراحل: "أقِفُ أمامَ مقامِكم الكريمِ مُتشَرِّفاً بدءاً ومُتسائِلاً تالِياً؛ فهل أتحدَّثُ عن المكرَّمِينَ وهم أعلامٌ سكَنوا أذهانَ الناسِ وقلوبَهم فلا جديدَ أضيفُه، ولا مُعْتمَ أُضيئُه؟ أم أروي عنهم وأنا النَّائي عن معظمِهِم، المقصِّرُ بحقِّهِم؟ وهل أتحدّثُ عن المكرَّمِينَ أو لهُم، أُخاطبُكُم عنهُمْ أم أوجِّهُ الحديثَ إليهم؟".
وأضاف: "المبتدأُ مشاعرُ امتنانٍ لهذا الجمعِ والتجمّعِ؛ إذ يجيءُ عنايةً بالكلمةِ ومتكلِّميها، والكتابِ ومؤلِّفيهِ، والريادةِ وذويها؛ قد بذلوا فنالوا، وأثْرَوا فأثَّروا، واستحقّوا أن يُشارَ إليهِم في كلِّ المحافِل؛ فبِهِم نُباهي، ومعهُم نزدهي، ولأجلِهِم نَذكُر ونُذكِّر ونشكُر".
وأشار: "أيها الحفلُ الكريم.. إنّ ردّ الوفاءِ علامةُ الأوفياءِ، وخَصْلةٌ في قلوبِ الأصفياء، وسنّةٌ حَسَنةٌ لدى الفضلاءِ، وبكل ثقةٍ واعتزاز، أؤكِّدُ أنّ تكريمَ الأديبِ والباحثِ مؤسّس صحيفةِ الجزيرةِ الشيخ عبدالله بن خميس؛ والأستاذ عبدالفتاح أبو مدين مؤسِّس "الرائد والأضواء" وعرَّاب نادي جدة الثقافي، وكذلك رمز الثقافةِ والإعلامِ الدكتور عبدالرحمن الشبيلي؛ الباحثِ والأكاديميِّ والشوريِّ المعروف (رحمهم الله)".. واستدرك: "وكذلك الدكتورة خيريّة السقّاف؛ الباحثةُ والقاصةُ والأكاديميةُ والعميدة السابقةُ في جامعةِ الملكِ سعود -حفظها الله- إن تكريمَهُم هو أبلغُ رسالةٍ وأصدقُ دلالةٍ على أنّ دولتَنا -أعزّها الله- تدعمُ مسيرةَ العلمِ والمعرفةِ، وتقدّرُ جهودَ المبدعينَ والروّاد، وتحتفي بالكفاءاتِ والعطاءاتِ".
وزاد بالقول: "صاحب السموِّ.. أيّها الحفلُ الكريم":
في هذهِ المناسبةِ الكبيرةِ أستحضرُ كلماتٍ معبّرةً، سَطّرها فقيدُنا المكرّمُ في هذهِ الليلةِ وفي ندوةِ الغدِ الدكتور عبدالرحمن بن صالح الشبيلي؛ أمامَ مقامِ والدي خادمِ الحرمين الشريفينِ الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله ورعاه- إثْرَ حصولِهِ على "وسام الملك عبدالعزيز من الدرجةِ الأولى في مهرجان الجنادرية"، قائلاً: "لتكونَ نِبْراساً للنشءِ حيثُ قال رَحِمَهُ اللهُ: "إنّنَا معَ بالِغِ الاعتزازِ بأوسِمةِ التكريمِ نؤمِنُ بأنَّ التكريمَ الأبلغَ هو في الانتماءِ إلى وطنٍ شرَّفَهُ اللهُ بخِدمةِ الحرمينِ الشريفينِ، مَهْبِطِ الوحي وقِبلةِ المسلمينَ وموطنِ الحضارات".
واختتم: "وختْماً لكلِمَتي في هذا المحفلِ الكبيرِ أقولُ..#القصيمُ_تقرأ أميرُها مُثقّف.. شاركَ أهلَ القراءةِ والكتابةِ فكشفَ لنا عن براعَتِهِ. وهـو يُصـنَّف.. كمؤلِّفٍ استحضرَ التاريخَ مِراراً للكشفِ عن حضارتِهِ، نعم.. القصيمُ تقرأ فالقيمُ منهم.. آمنوا بها وأصبحوا رجالَ مالٍ وأعمالٍ وعلماء.. والولاءُ فيهِم.. فقدّموا وتقدّموا وأمسـوا أدبـاءً وأطبّـاءً ووزراء".
نعم.. نعم..#القصيمُ_تقرأ فهُم مَن درسُوا، وحصلُوا على أعلى الشهادات، وكانوا دكاتِرةً، وهُم مَن غرسُوا الكثيرَ من المفاهيمِ التي جعَلتْنا نراهُم عباقِرةً.