لم يدُر بخلد باحث الدكتوراه النيجيري "نور الدين عكاشة" أن يستعيد ذكريات طفولته التي عاشها في مكة قبل 30 عامًا؛ وهو يعود إليها هذه الأيام ضيفًا محتفىً به ضمن برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين للعمرة والزيارة.
فحينما قدِمَ "عكاشة" لمكة المكرمة بمعية والده وهو في سن العاشرة؛ كان لا يعرف حرفًا واحدًا من حروف اللغة العربية باستثناء لغته الأم "الهوسا"، وغادر والده إلى نيجيريا وتركه في بيت قريبته؛ بهدف تعليمه "العربية" وأمور دينه، وكان طفلًا غريبًا على أقرانه الأطفال.
والْتحق عكاشة بمدارس مكة، وتحديدًا في ابتدائية أبي موسى الأشعري، بالإضافة لحلقات الحرم المكي ودروس المسجد النبوي، ليعود لبلده بعد 7 أعوام من التأسيس والبناء الوجداني والعلمي، حافظًا للقرآن، دارسًا للحديث، متقنًا للعربية، وفوق ذلك مُحَملًا بالشكر والعرفان للمملكة على ما قدمته له من رعاية وتعليم.
واليوم يعود "عكاشة" بعد أكثر من ثلاثين عامًا وهو باحث دكتوراه في اللغة العربية والشريعة، ويستعد لنيل درجة الدكتوراه عن رسالته بعنوان "ضوابط الفتاوى الشرعية بشمال شرق الجمهورية النيجيرية".
الضيف النيجيري "عكاشة" التي امتلأت الأماكن من حوله بالذكريات الجميلة، لم يتمالك دموعه والصدفة تقوده مرتين، الأولى لمراتع طفولته، والثانية عندما أكرمه الله بإكمال رسالة الدكتوراه على يد إمام وخطيب الحرم النبوي الشيخ صلاح البدير؛ حيث من محاسن الصدف -كما يصفها "نور الدين عكاشة"- أن الجزئية المتبقية في دراسته عبّر بها "البدير" عند لقائه بالضيوف، وحديثه عن أهمية ضبط الفتاوى والابتعاد عن البدع والخرافات، ليعود الضيف إلى بلاده الأسبوع المقبل حاملًا مرجعًا مهمًّا لرسالة الدكتوراه على لسان إمام الحرم، وبكرم من الله ثم من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان حفظهما الله.