دخلت مناطق النصف الشمالي من الأرض بما فيها المملكة السعودية في اليوم الأول من سبتمبر فصل الخريف الذي يستمر إلى نهاية نوفمبر؛ حيث تتخلل خلال هذه الفترة تغيرات تدريجية على توزيع الأنظمة الجوية، وينعكس ذلك على انخفاضٍ بطيءٍ في درجات الحرارة في أغلب المناطق.
ويتأثر غرب المملكة السعودية في قادم الأيام، وبخاصة غداً الأربعاء، بظاهرة القبّة الحرارية التي يتسبّب فيها تمركز المرتفع العربي الموسمي فوق المنطقة، مما يؤدي إلى حدوث موجة حر قاسية على بعض الأنحاء الغربية.
وتُعرف ظاهرة القبة الحرارية، بأنها دفع الهواء الساخن ليكون قريباً من سطح الأرض فتتسبّب في منع ارتداد الحرارة في الغلاف الجوي، فتبقى حبيسة الطبقات السفلية ضمن إطار هذه القبة الحرارية، فتؤدي إلى زيادة فترات سطوع أشعة الشمس وارتفاع الحرارة والرطوبة معاً بشكل مُتزايد.
تأتي سيطرة هذه القبة الحرارية فوق غرب المملكة إلى توزيع الأنظمة الجوية في النصف الشمالي من الكرة الأرضية، حيث من المُتوقع أن تندفع المنخفضات العلوية والمترافقة بالهواء الأقل حرارة نحو وسط أوروبا وصولاً لوسط البحر الأبيض المُتوسط، ويؤدي ذلك بالضرورة إلى اشتداد المرتفع الجوي العلوي فوق مصر وغرب المملكة السعودية وبلاد الشام.
ويؤدي تأثير الكتلة الهوائية شديدة الحرارة على غرب المملكة إلى ارتفاع درجات الحرارة إلى ما يتجاوز معدلاتها المعتادة بأكثر من 8 - 10 درجات مئوية في بعض الأنحاء، وتؤثر هذه الموجة الحارة بشكل مباشر في أغلب أنحاء منطقة المدينة المنوّرة، ولاسيما تهامتها، ومكة المكرّمة لتُقارب 50 مئوية في العاصمة المقدّسة وبخاصة يوم الأربعاء.