شاءت أقدار رب السموات أن يحقق أمنيتها بعودة بصرها، حيث أكدت لزوجها أن هناك بشارة كبرى سترزق بها إن هي حجت هذه السنة، فأتتها بشائر ربها وهي منطلقة إلى مدينة المصطفى بعد أن أنهت مناسك حجها.
وتفصيلاً، بعد أن تحركت أفواج ولاية الخرطوم قاصدة مدينة المصطفى عليه أفضل الصلاة والتسليم مساء اليوم الجمعة وعلى بعد ٥٠ كيلو متراً من مكة المكرمة، لم تكن الحاجة آمال الفاضل الأمين أحمد من المبصرين، وفجأة تنطلق الصيحات وتتعالى زغاريد النساء وتكبيرات وتهليلات الرجال داخل الحافلة التي تقل حجاج أمير الفوج خوجلي النور من حملة الأوابين التابعة للمركز ١٢٨ بحملات ولاية الخرطوم.
وقالت الحاجة "آمال" والدموع غمرت محاجرها بين مصدق ومكذب ولم تتمالك نفسها من فرط الفرحة بالإبصار ونعمة النظر وهي تتعرف على صفات رفيقاتها في الفوج لأول مرة وتنسب إليهن أسمائهن "انتي منو فيهن؟" يا لها من بركات الدعاء وحب المصطفى عليه وعلى آله وصحبه أكمل الصلوات.
وقال الحاج عثمان الحسين الفكي زوج الحاجة "آمال" الذي رافقها للحج لظرف احتياجها الخاص إن زوجته من أهالي جزيرة توتي، وقد أصيبت بداء العشى الليلي الذي أفقدها البصر كلياً منذ خمس سنوات قضتها في ظلام تام، وقال إن زوجته كانت متيقنة أن بشارة كبرى تنتظرها وهي تؤدي مناسك الحج لهذا العام، وحمد الحاج عثمان الفكي المولى عز وجل على قبول الدعاء بفضل بركات هذه الجمعة المباركة وهي تتأهب إلى زيارة قبر المصطفى "صلى الله عليه وسلم" في مدينته طيبة الطيبة.
وتناقل رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو أظهر استقبال بعثة حج ولاية الخرطوم برئاسة الشيخ الطيب صالح العطا رئيس مركز المدينة المنورة استقبل الحاجة آمال عند وصولها المدينة المنورة وسط أهزوجة "طلع البدر علينا من ثنيات الوداع.. وجب الشكر علينا ما دعا لله داع".