استحوذت عروض الطهي المباشر في الهواء الطلق على اهتمام واسع من زوار مهرجان "الوليمة" للطعام السعودي، الذي صاحبته استعراضات فنية وتراثية، أضفت أجواء رائعة من البهجة والسعادة، ارتسمت ملامحها على وجوه الكبار والصغار.
وحظيت الأكلات التقليدية السعودية، وطهاتها المحترفون، على فرصة الظهور والوصول إلى الجمهور؛ إذ شكل المهرجان منصة جمعت أسرار الوصفات العتيقة والمعاصرة المحفوظة في صدور الموهوبين من أبناء مناطق السعودية.
وفي ذلك تتحدث الطاهية السعودية فاطمة القاسم عن تطلُّعها إلى العالمية من خلال المهرجان، مؤكدة أن الأطعمة التقليدية والأكلات السعودية التراثية تحظى بشعبية كبيرة، وتشهد طلبًا متصاعدًا.
وتقول القاسم، التي شاركت في عدد من المنافسات الخاصة بالأكلات الشعبية، إنها تتقن طهي الأكلات السعودية كافة، إضافة إلى صناعة الحلويات بأنواعها: "أتقنتُ بالممارسة الأصناف التراثية، منها المرقوق والمحلى والحنيني والقرصان، فضلا ًعن العريكة، والتمن، والجريش الأحمر، إلى جانب المراصيع، والمشغوثة، والجريش، وجميع أطباق الحلى".
وأضافت في قولها عن المهرجان: "يعيدنا للماضي، وهو في نسخته الحالية يشبه مهرجان الجنادرية الذي شاركت فيه منذ سنوات عدة؛ إذ يمنح الطاهي فرصة الاختلاط بالزوار، ومعرفة آرائهم في الطعام، خاصة في لحظات الطهي المباشر.. وهذا سر استمراري في المجال".
وذكرت أنها حاصلة على شهادة ماجستير في إدارة الأعمال وبكالوريوس في هندسة الحاسب الآلي، وتعمل معلمة للتربية الفنية، وبالرغم من التزاماتها المهنية إلا أن للطهي موقعه المميز في أجندتها اليومية: "بالنسبة لي هو شغف وطموح".
وتتذكر فاطمة القاسم بداية قصتها: "بعد الزواج كان عليَّ تحمُّل المسؤولية شيئًا فشيئًا، وبالممارسة أجدت صناعة أنواع الأطعمة كافة، وكنت أضع عليها لمساتي الخاصة، وبدأ مشواري لأجل طلب الرزق، ثم أصبح شغفي وهوايتي وحلمي، واليوم أصبح طموحي متجها نحو العالمية، وحصد المراكز والصفوف الأولى.. ومن إشادة جمهور مهرجان الوليمة وعملائي الآخرين حصلت على حافز الثقة لاستمرار مسيرتي".
وتسعى الطاهية لابتكار وصفاتها الخاصة في الأطعمة: "أضع لمساتي الخاصة، وحين ابتكرت الفواكه المقطرة خلال مشاركتي ضمن مهرجان خيرات السعودية، ومهرجان التمور الثاني، لاحظت تفاعلاً كبيرًا".
وتوصي فاطمة القاسم هواة الطبخ وأصحاب المشاريع بـ"الصدق مع العميل والجودة في صناعة الطعام والالتزام برضا الناس".. لافتة إلى أن "التسويق الشخصي أصبح جزءًا من خطط النجاح".
وأردفت: "أسعى للنجاح، والوصول إلى العالمية، وتحقيق ذلك من خلال المشاركات في الفعاليات، مثل مهرجان (الوليمة) للطعام السعودي. وسيكون أول مشاريعي الخاصة عبارة عن مطبخ نسائي لتوريد الطلبات من دون استقبال العملاء".
ويستمر مهرجان (الوليمة) للطعام السعودي في نسخته الثالثة، الذي تنظمه هيئة فنون الطهي تحت شعار (تذوق الثقافة)، حتى يوم السبت المقبل في حرم جامعة الملك سعود بالرياض، ويستهدف إبراز جهود السعودية في الاهتمام بالطعام بوصفه أحد الموروثات الوطنية الأصيلة، إلى جانب تشجيع شباب وفتيات الوطن ممن يملكون اهتمامًا بمجال الأطعمة لتحويل هواياتهم في هذا المجال إلى فرص عمل ومشاريع تجارية مربحة.
ويعد مهرجان (الوليمة) للطعام السعودي الأكبر من نوعه على مستوى الشرق الأوسط، ويسعى للتعريف بثقافة وتراث الأطعمة السعودية محليًّا وعالميًّا، وتقديم السعودية بوصفها وجهة عالمية لعشاق الطهي، فضلاً عن فتح المجال لصناعة واعدة، تتسم بالتطور والاستدامة التنموية.