ما زال موقع سوق حباشة التاريخي مجهولاً في ظل اختلاف وتباين الآراء حول وقوعه بمحافظة العرضيات التابعة لمكة المكرمة أو محافظة بارق التابعة لمنطقة عسير كما يزعم البعض، أو أن سوق بني عيسى الشعبي بمركز سبت الجارة الذي لم يعرف تاريخ نشأته التي مر عليها مئات السنين قد يكون هو سوق حباشة، حسب بعض الروايات.
ومن هذه الروايات ما ورد بخصوص أن سوق حباشة يقع في صدور وادي قنونا على نحو ست مراحل من مكة أي بما مسافته 480 كيلومتراً من مكة الى سوق بني عيسى بسبت الجارة أحد أكبر أسواق تهامة حالياً.
واختلف المؤرخون الأوائل في تحديد المسافة بين حباشة وبين مكة، فأورد ابن سعد بسنده: حباشة على ثماني مراحل من مكة طريق الجند، وقال ابن حجر: حباشة وكانت في ديار بارق نحو قنونى من مكة إلى جهة اليمن على ست مراحل.
وتقدر المرحلة عند السادة الشافعية والحنابلة بنحو 80 كيلاً وعند الحنفية والمالكية بنحو 50 كيلاً.
وقال الأزرقي حباشة سوق الأزد وهي في ديار الأوصام: من بارق من صدر قنونا وحلي من ناحية اليمن، وهي من مكة على ست ليال ويقول المؤرخ فاضل الربيعي: بارق من صدور قنونا وحلي من ناحية اليمن.
وقال المستشرق ميخائيل ليكر: حباشة وكانت تقع في أعالي وادي قنونا وحلي، وقال عمارة اليمني: وبين حلي ومكة ثمانية أيام، وقال ياقوت الحموي حلي مدينة باليمن على ساحل البحر بينها وبين السرّين يوم واحد وبينها وبين مكة ثمانية أيام.
وتتنافى كل تلك الأقاويل والروايات السابقة مع وقوع حباشة في بارق أو العرضيات؛ لأنه إذا تم ترجيح مسافة ست ليال من مكة، وكذلك وقوعه في صدور قنونا، سنجد أن موقع سوق بني عيسى هو الأقرب إلى أن يكون سوق حباشة لتطابق بعض الدلائل والروايات، خصوصًا أنه يتوسط المناطق التي وردت أسماؤها في تلك المدونات فسوق بني عيسى يبعد سبعين كيلو من حلي و100 كيلو من بارق و60 كيلو من العرضيات.
وقد طالب بعض المهتمين بهذا الجانب بتكوين لجنة متخصصة لتحديد الموقع الحقيقي لسوق حباشة.
ويعد حباشة من أشهر أسواق العرب في الجاهلية، وتشير الروايات التاريخية إلى أن الرسول عليه الصلاة والسلام قد نزل به، وباع فيه واشترى وهو تاجر لصالح السيدة خديجة رضي الله عنها قبل البعثة النبوية.