يبدي الكاتب الصحفي عبدالله الجميلي دهشته من رفض بعض القراء والمتابعين مساعدة محدودي ومعدومي الدخل، من العاجزين عن سداد المخالفات المرورية، والتي طرحها في مقال سابق، مؤكدًا أنه أحد الحلول لأزمة تراكم المخالفات، وأن هناك فئات أخرى ستختلف طرق سدادها، مشددًا على أن أزمة محدودي ومعدومي الدخل باقية، وتزداد أوضاعهم سوءًا ويتواصل عجزهم ولا بد من حل في النهاية.
أزمة شريحة واسعة من المواطنين مع المخالفات المرورية
وفي مقاله "حلول للعاجزين عن تسديد المخالفات المرورية!" بصحيفة "المدينة"، يقول الجميلي: "قبل أيام كتبت في هذه الزاوية مقالًا عن أزمة شريحة واسعة من المواطنين، وهم الذين تورطوا بالمخالفات المرورية؛ لاسيما من هم من ذوي الدخل المحدود؛ فظروفهم الاقتصادية أجبرتهم على عدم الوفاء بها؛ ولهذا ترتب عليهم مخالفات أخرى؛ لأنهم أصبحوا غير قادرين على تجديد رخص قيادتهم واستمارات عرباتهم، لتمضي الأشهر وبعدها السنوات؛ ليتجاوز مجموع غراماتهم المرورية عشرات بل مئات الألوف من الريالات!!".
قدّمت حلولًا لمختلف الفئات
ويضيف "الجميلي" قائلًا: "في ذاك المقال أكدت أن (أولئك الغلابة) نعم أخطأوا بتجاوزهم لأنظمة المرور، ولكن نتيجة لعجزهم التام عن سداد ما عليهم؛ دعوت إلى سرعة مساعدتهم في معالجتها، وحينها قسّمت (أولئك) إلى فئات، فمن كان منهم لديه دخل شهري أو راتب، فاقترحت اتفاق (المرور مع البنوك) على أن تدفع عنهم، ومن ثم تقسط المبالغ عليهم بهامش ربح رمزي وعادل، وبما لا يؤثر على أسرهم ومعيشتهم، وقبل ذلك تحفيزهم على السداد بتقديم خصومات كبيرة في هذا الإطار".
فئة واحدة تحتاج للتبرع
ويستدرك "الجميلي" قائلًا: "أما تلك الفئة التي لا تمتلك دخلًا ثابتًا، فاقترحت دراسة ملفاتهم وفق ضوابط أمينة ودقيقة، ثم من يثبت عجزهم وحاجتهم؛ فتطرح حالاتهم أمام المتبرعين، من خلال منصة خاصة بهم، أو حتى فَتح نوافذ لهم عبر منصتي (إحسان وتبرع، وغيرهما)".
البعض لم يقرأ.. وركّز على التبرع
ويبدي "الجميلي" دهشته من بعض الردود، ويقول: "ذلك المقال وما حمله من أطروحات وحلول حظي بالانتشار في مواقع التواصل، وكذا بالأصداء الكبيرة والتعليقات الواسعة؛ طبعًا لقد أسعدني ذلك التفاعل كله، المعارض منه قبل المؤيد، ولكن ما لمسته أن طائفة من المعلقين لم يطلعوا على تفاصيل المقال، بل اعتمدوا على عنوانه ومقاطع نُقلت منه في بعض الحسابات، وكان التركيز فيها فقط على قضية التبرع، ومعها تعجب (أعزاء) كيف نساعد من خالف أو يخالف الأنظمة؟!".
أحترم جميع الآراء.. وأتحدث عن فئة
ويعلق "الجميلي" قائلًا: "وهنا بالتأكيد جميع الآراء أحترمها، وهي تاج على رأسي، ولكن ليتصور الإنسان حجم وعمق المأساة، ويشعر بها ليتخيل نفسه في دوامتها، ثم فيما يتعلق بالتبرع -وهو أحد الحلول لإنقاذ أولئك الغلابة- كنت وما زلت أتحدث عن محدودي ومعدومي الدخل من العاطلين، كما أني أقصد فتح صفحات جديدة معهم ونوافذ لهم، لا أن يصبح ذلك مستمرًا مع كل مخالف لقوانين المرور، خاصة وقد أصبح المجتمع أكثر وعيًا بها".
الأزمة باقية.. ولا بد من حل
وينهي "الجميلي" قائلًا: "أخيرًا صدقوني بقاء أولئك في دائرة أزمتهم، يزيد أوضاعهم سوءًا، فيما (المرور) سيبقى بعيدًا عن أخذ مستحقاته المجمدة عندهم؛ وبالتالي حَتمًا ولا بد من حلول ناجحة يفيد منها الجميع، وسلامتكم".