اختتم مؤتمر آسيان الدولي أعمال دورته الثانية في مدينة بالي الإندونيسية، بعد يومين من المداولات البحثية التي تمحورت حول خيرية الأمة الإسلامية وسبل تعزيزها، بالتزامن مع مناقشة المحددات الشرعية والأخلاقية وآليات التصدي للتهديدات التي تعوق مسيرتها العالمية.
المؤتمر الذي نظمته وأشرفت عليه وزارة الشؤون الإسلامية في المملكة العربية السعودية، بحضور الوزير الدكتور عبد اللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ، ورعاية وحضور دولة نائب رئيس الجمهورية الإندونيسي البروفيسور معروف أمين، وبالتعاون مع وزارة الشؤون الدينية في جاكرتا، عقد 6 جلسات بحثية علمية تحت عنوان "خير أمة"، توزعت خلالها النقاشات على 5 محاور رئيسية، خلص في ختامها المشاركون إلى التوصيات التالية:
1. رفعُ برقيتي شكر وعرفان لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان – حفظهما الله- على الموافقة السامية على انعقاد هذا المؤتمر، ودعمها واهتمامها بالمسلمين في كل مكان، وذلك عبر وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد.
2. رفعُ برقية شكر وعرفان لفخامة الرئيس الإندونيسي، وللحكومة الإندونيسية على رعايتها واهتمامها لإقامة هذا المؤتمر.
3. الإشادة بالجهود التي تبذلها المملكة العربية السعودية في مجال نشر الخير، والتسامح، والوسطية والاعتدال عبر رعايتها ومساهماتها الفاعلة في المؤتمرات والمحافل الدولية، ويثمن المؤتمر جهودَ المملكة في العناية بالكتاب والسنة من خلال مجمّع الملك فهد لطباعة المصحف الشّريف، والعناية بالحجاج والعمّار والزوار وخدمتهم وتسهيل أدائهم لمناسكهم، ويُشيد بمشروعات التوسعة التاريخية للحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة، وما تلقاه من دعمٍ سخي في سبيل ذلك؛ لأنها ترجمة حقيقية لخيرية الأمة وتعاونها.
4. يؤكد المؤتمر على أهمية التعريف بخيرية الأمة، وشمولها لقيم التسامح والوسطية والاعتدال، وبيان مصادرها ومظاهرها في نصوص الكتاب والسنة.
5. يؤكد المؤتمر على ضرورة تضافر الجهود للتأكيد على أن خيرية الأمة باجتماعها وتعاونها على البر والتقوى، والاجتماع على الكتاب والسنة، وترك التحزب والتفرق والاختلاف.
6. يؤكد المؤتمر على ضرورة العناية بتعليم العلم الشرعي المستمد من الكتاب والسنة، والعناية بالدعوة إلى الله بالمنهج الوسطي المعتدل، منهج أهل السنة والجماعة، وترسيخ قيم الوسطية والتسامح ويدعو إلى إنشاء مراكز متخصصة تُعنى بذلك.
7. يؤكد المؤتمر على أهمية الاستفادة من التقنيات الحديثة لبيان منهج الوسطية والاعتدال والفهم الصحيح للخطاب الديني وكشف الشبهات وإيضاح الحقائق التي تبين كمال الإسلام ووسطيته ورحمته وبعده عن الغلو والتطرف، وتكثيف الدراسات والأبحاث التي تخدم ذلك.
8. يدعو المؤتمر إلى تكثيف الجهود لمحاصرة التطرف والتحزب بكل صوره وأشكاله، إذ هو أحد مقوضات السلام، كما يدعو إلى نبذ التعصب وإشاعة قيم العدل والتسامح.
9. يؤكد المؤتمر على أهمية العناية بحفظ الحقوق التي رعاها الإسلام وصيانتها من الاعتداء كحقوق الإنسان وحقوق المرأة وحقوق الطفل، وغيرها من الحقوق التي كفلتها الشريعة الإسلامية.
10. يؤكد المؤتمر على تعزيز الحوارِ في داخل العالم الإسلامي وخارجِه، والسعي إلى مبادرات تحقق الاجتماع والتآلف، وتعين على نبذ الخلافات، وتثمر عنها تحقيقِ اجتماع المسلمينَ على الكتاب والسنة وما عليه سلفُ الأمة.
11. يؤكد المؤتمر على ضرورة إبراز صورة الإسلام الصحيحة وأنه دين البر والرحمة والإحسان والعدل والوفاء، ومحاربتِه لكل أنواع الظلم والاعتداء والأعمال الإجرامية كافة، وحفظه لكرامة الإنسان وتحقيق التعايش الآمن.
12. يؤكد المؤتمر على أهمية العناية بغرس مفاهيم الوسطية والاعتدال والتسامح في النشء وتفعيل البرامج والأنشطة المتعلقة بتعزيز الوسطية والاعتدال والتسامح بين المشاركين في بلادهم للإفادة من التجارب ونقل الخبرات.
13. وأخيراً تقديم الشكر والتقدير لجميع المشاركين في المؤتمر من جميع دول آسيان، والمستكتبين المشاركين في جلسات المؤتمر.
وكان مؤتمر آسيان الثاني قد تناول 18 ورقة بحثية مقدمة من مختصين في خيرية الأمة، ناقشها 130 مشتركًا من 10 دول آسيوية، بهدف بيان مصادر خيرية الأمة ومجالاتها ومحدداتها ومهدداتها، وتعزيز التواصل بين الشخصيات والمؤسسات الإسلامية فيما يحقق خيرية الأمة، ويعزز دورها في بناء الحضارة الإنسانية.